تنطلق اليوم الخميس في العاصمة السورية بدمشق فعاليات الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي على أرض مدينة المعارض الجديدة على طريق مطار دمشق الدولي بعد انقطاع دام لـ 5 سنوات.
وتشارك في المعرض، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس بشار الأسد، 43 دولة منها 23 شاركت بشكل رسمى عبر السفارات و20 دولة سجلت مشاركات تجارية أي عبر شركات اقتصادية مستقلة.
وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية، قائمة بأسماء الدول المشاركة، وهي: الصين والعراق وإيران والتشيك ومصر وروسيا وبيلاروس وأرمينيا والسودان والهند وفلسطين واندونيسيا وكوبا ولبنان وكوريا الديمقراطية واليمن وجنوب أفريقيا وبلجيكا وفنزويلا والمغرب واليونان وبريطانيا وكندا والبرازيل وألمانيا وفرنسا وتايوان وبولندا وهولندا والدانمارك وأبخازيا والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا واليابان وهونغ كونغ وتايلاند وماليزيا وبلغاريا وايطاليا والبحرين والاردن وسلطنة عمان وباكستان.
واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية في مقال لـ "هانا لوسيندا سميث" من اسطنبول بعنوان "الأسد يدعو الدول الصديقة لإعادة إعمار سوريا"، نشرته اليوم الخميس، بأن عودة معرض دمشق الدولي بعد خمسة أعوام من الانقطاع، يعكس تزايد ثقة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه استعاد السيطرة على سوريا.
وتضيف: "إن الطريق الاستراتيجي المؤدي إلى أرض المعارض والمطار كان مسرحا للكثير من المعارك في الأعوام الماضية وكادت المعارضة المسلحة أن تسيطر على المطار ذاته عام 2012، لكن ضيوفا بارزين من 42 "دولة صديقة"، حسبما تصفها الحكومة السورية، سيصلون إلى دمشق لعرض مشاريع للاستثمار وإعادة الإعمار تقدر قيمتها بالمليارات.
وتشير الصحيفة، في المقال الذي نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية"، إلى أنه للمرة الأولى منذ بدء المعرض عام 1954 سيسمح للشركات المشاركة بيع منتجاتها، متخطية قوانين الاستيراد الصارمة في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي قال عماد خميس رئيس وزراء سوريا إن الأولوية ستعطى للـ "الدول الصديقة التي ساندت سوريا في حربها ضد الإرهاب".
وتقول سميثك "إن إيران وروسيا، حليفي نظام الأسد الرئيسيين، يحصدان بالفعل مكاسب مادية كبيرة من مساندتهم للأسد. وهذا العام حصلت روسيا على سلسلة عقود لإعادة إعمار منشآت نفطية في سوريا، كما فتح اتفاق تجارة حرة معها الباب أمام سوريا لتصدر منتجاتها الزراعية إليها".
وتقول الصحيفة ايضا: "إن إيران حققت مكاسب كبيرة من وراء دعمها لنظام الأسد، حيث حصلت على ترخيص تشغيل شبكة للهاتف المحمول في سوريا، إضافة إلى ضخ تمويلات في الاقتصاد الإيراني".
وتضيف أن "المواطنين والشركات الإيرانية تشتري مساحات واسعة من الأراضي في سوريا، علاوة على شراء الشركات والمباني السكنية".
وتشير سميث إلى أن عددا من الدول الأخرى واصل دون ضجيج علاقاته مع النظام في سوريا، وجنى أرباحا كبيرة جراء ذلك. ففي عام 2014 حصلت الهند على عقد تبلغ قيمته مليار دولار لتزويد المستشفيات السورية بمعدات جديدة. كما ناقشت الحكومة السورية في العام الماضي اتفاقات معها في قطاعات الطاقة والصناعات الدوائية.
وتعرف سوريا منذ العام 2011 انتفاضة شعبية انطلقت ضد القمع والفساد وكبت الحريات .
قاد هذه الثورة الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا مجموعة من شعارات الحرية والكرامة، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي في مدينة درعا البلد ما أدى لمقتل أربعة أشخاص فسرعان ما تحول الشعار إلى "إسقاط النظام" وعمت المظاهرات مدن وبلدان محافظة درعا ومعظم المدن السورية وفي مقدمتها اللاذقية ودوما وداريا وحمص وبانياس.
ولم تفلح الأمم المتحدة التي تدخلت في الأزمة السورية، وعينت مبعوثا خاصا لها إلى سوريا، كما لم تفلح جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في إيجاد حل للأزمة السورية، التي حصدت أرواح مئات الآلاف من السوريين وشردت الملايين خارج بلادهم.