غزة- الرأي- ميسرة شعبان
اجتهد ناشطون وشبان من الجنسين في تحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات جديدة لإحياء الذكرى السادسة والستين للنكبة.
وبدأت صفحات المواقع بنشر العديد من الصور والخرائط والمعلومات عن بلدات ومدن وقرى فلسطينية هجر أهلها منها عنوة في العام 1948، فيما تطرق آخرون لنشر أبيات من الشعر والقصص.
الكاتب والشاعر الفلسطيني أكرم عطوة (66 عاماً) المهجر من مدينة صفد والمقيم حاليا في سوريا، نشر بعض الكلمات على صفحته على الفيس بوك يعبر بها عن مدى شوقه لتراب فلسطين.
وصية لفلسطين
ووجه الكاتب عطوة وصيته لبلاده فلسطين التي هجر منها قائلاً على صفحته: "فلسطين في ذكرى النكبة... سأكتبُ لك أنت.. وصيتي الأخيرة، أرجوك أن تبقي حية في قلب كل طفل من أطفالنا وفي عقل كل حفيد من أحفادنا..أرجوك أن تنتظري جيلاً آخر ،، جيلاً سيأتيك برأسٍ مرفوع وقامة منتصبة.. إذا استطاع العدو أن ينتصر على مقاومتنا الضعيفة فلا تدعيه ينتصر على انتظارك العظيم".
كما نشر عطوة صورة لمدينة صفد قبل الهجرة وكتب أسفل الصورة كلمات شعرية: "أنتِ مثلُ أمّي يا صفد ... جميلةٌ وحزينةْ ..لكنّكِ قبل مائةِ عامٍ كنتِ أجمل بكثير..ألا ليتني كنت في ذلك الزمان لأرى هذه الشوارع، وهذه الأزقة ...وهي تعجُّ برجالٍ على رؤوسهم (الحطّة والعكال) وتموجُ بنساءٍ التفّفن بملاياتٍ مخططةٍ بالأصفر والأسود".
وتمنى عطوة في حديثه لوكالة "الرأي" أن يعود حياً إلى أرضه فلسطين ليقبّل ترابها ويدفن بها، مضيفاً: "أنا لا انتظر ذكرى النكبة لأنشر صور بلدتي، بل أداوم على نشرها وكتابة أشعاري باستمرار؛ كي لا أنساها لأني فعلا أشتاق لرؤيتها".
ولم تغب الشعارات الوطنية عن مشهد مواقع التواصل الاجتماعي، التي غصت بالشعارات والعبارات التي تؤكد التمسك بحق العودة ورفض التفريط به.
حيث نشر عطا ميعاري(69 عاماً) والمهجر منذ عام 1948 إلى مخيم النيرب في حلب بسوريا وهو من عكبرة قضاء صفد صورة لأولاده وهم يرفعون لافتة كتب عليها "راجعين إلى عكبرا"، معبراً عن شوقه لتراب فلسطين كاملة.
وأشار إلى أن الفلسطينيين المهجرين في خيام الشتات حتى اللحظة وهم يعيشون نكبة تلو الأخرى وخاصة بعد الحرب و الأحداث الأخيرة التي طرأت على مخيمات الفلسطينيين في سوريا.
في حين نشرت "رابطة أهالي يافا في لبنان" في صفحتها على الفيس بوك، صورة لأشخاص يرفعون أعلام فلسطين ويلبسون الكوفية وهم يرددون "عائدون إلى يافا".
واهتمت صفحة أهالي يافا في لبنان في نشر العديد من الصور القديمة عن مدينة يافا، والمناطق الأثرية في المدينة، ولاقت الصورة مشاركات وتعليقات كبيرة، معبرين عن إعجابهم بيافا عروس البحر، ومتمنيين العودة لها.
ثورة لاجئين
من جهتهم، اهتم ناشطون عديدون بإنشاء صفحات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم "ذكرى النكبة"، لجعل تلك الصفحات مكاناً جيداً لإحياء مثل هذه المناسبة الوطنية الهامة وغيرها.
وكتبت صفحة تحمل اسم "ذكرى النكبة" شعاراً بعنوان: "لن ننسى اليوم الذي شتتنا فيه ما حيينا ...".
وتدرجت صفحة ذكرى النكبة في سياق المنشورات لتكتب "في مثل هذا اليوم من عام (1948) تم الإعلان عنه يوماً رسمياً لذكرى النكبة بعد يوم من الإعلان عن ما يسمى "دولة اسرائيل" ... بعد تشريد زهاء 750 ألف فلسطيني إلى مناطق متفرقة وتحويلهم إلى لاجئين، وتدمير أكثر من 500 قرية وطمس الهوية الفلسطينية بتغيير أسماء المناطق الجغرافية.
ونادت الصفحة المعجبين بها قائلة: "لنجعل من يوم النكبة ثورة للاجئين نؤكد فيه على حقنا في العودة".
بدوره، قال الناشط عبد الله صافي أن صفحة " وكالة الرأي" على الفيس بوك تستعد لإطلاق حملة لذكرى النكبة تستمر 3 أيام في ذكرى النكبة.
وأشار إلى أنه اهتم بنشر الدعوات للفعاليات المنوي تنظيمها لهذه المناسبة، ونشر عبارات تؤكد تمسك الفلسطينيين بحق العودة وتدعوهم للنضال من أجل تحقيقه.
وأعرب صافي عن سعادته للمشاركة الفعالة من قبل الشبان والفتيات في إحياء ذكرى النكبة على صفحات المواقع ونشر معلومات وصور لقرى فلسطين التاريخية، ما يساعد على إبقاء حلم العودة حيا في عقول الأجيال الشابة.
وأوضح أن ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي شكل من أشكال الاستفتاء على تمسك اللاجئين بحق العودة، ومن جانب آخر يجعل القضية حاضرة خارج السياق التقليدي الاحتفالي.
ولم تتردد الناشطة باللغة الانجليزية على موقع "توتير" مرام حميد من مدينة غزة في تجميع ملفات عديدة عن ذكرى النكبة لنشرها على"توتير" تشمل معلومات عن البلدات المهجرة وموقعها الجغرافي وعدد سكانها قبل الهجرة وحرفهم الرئيسة.
وأوضحت حميد أنها اجتهدت من أجل الحصول على تلك المعلومات لنشرها في 15 أيار ذكرى النكبة، معدة أنها بذلك تؤدي دوراً وطنياً وتحافظ على هويتها الفلسطينية، كما أنها تسهم في تحفيز الشبان على التمسك بهذه الهوية والبحث عن أصولهم وقراهم.
و أكدت أن اللاجئ الفلسطيني أصبح قادراً على التفاعل من تلقاء نفسه، ولم يعد ينتظر وسيلة الإعلام لتنقل معاناته، بل يبث بنفسه معاناته وحنينه وأمله وإصراره على العودة لكل العالم.
ودعت الأطر الشبابية والأندية الطلابية واللجان الشعبية، إلى تفعيل دورها عبر كتابة منشورات باللغة الانجليزية ولغات أخرى ونقلها إلى صفحات التواصل الاجتماعي لناشطين أجانب في مختلف أنحاء العالم.
الراي