memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
نابلس – فراس ماهر أبو عيشة
ما أن تسمع كلماتٍ غنائيةً وشعبيةً فلسطينيةً من عبق الماضي ، وتراث الأجداد ، حتى تجد الحماس شُعلةٌ بين أبناء فلسطين ، ولترى صفوفاً من الدبكةِ الشعبية احتلت ساحاتٍ وأروقةً من مدينةٍ بأكملها ، أو قريةٍ ، أو مُخيم ، فـَحين تصدُح ترانيم الدبكة في مكانٍ ما ، يُقلب ذاك المكانُ رأساً على عقب ، فـَدبكتهم سرٌ من أسرار بهجتهم ، وطريقةٌ من طرقِ تعبيرهم عن فرحهم وأملهم بغدٍ مُشرقٍ يزهر بالعلم والمعرفة ، ويزول منه الإحتلال .
فرقة فنونيات للفلكلور والرقص الشعبي الفلسطيني تأسست عام 2002م من قلب مدينة رام الله ، بجهود مجموعةٍ شبابية ، حرصت على الجمع بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر ، من خلال المزج ما بين الغناء والرقص والدبكة المستوحاة من الفلكلور الفلسطينيّ الأصيل ، ولتُصبح بعد ثمانية أعوام من تأسيسها جمعيةَ فنونيات للفلكلور والرقص الشعبي ، بإعتماد من وزارتي الداخلية والثقافة الفلسطينيتين .
ويقول مُدرب الفرقة إياد دحادحة : " جئنا بفكرة هذه الفرقة لتكون مُعبرةً عن التراث الشعبيّ ، وعن ثقافة الحضارة الفلسطينية الحاضرة ، وغرس هذا التراث والفن في قلوب الناشئة " .
ويُضيف : " لعبت فنونيات الدور الأكبر والأبرز بين المؤسسات الثقافية في إحياء التراث الفلسطيني ، وقد كان هذا الإنجاز مصدر فخرٍ لنا وللوطن ، فساهمنا في التصدي للسياسات المُمنهجة لسلطات الإحتلال الإسرائيلية ، والهادفة لطمس الشخصية الثقافية الفلسطينية ، وهويتها " .
وعبَّر دحادحة عن فرحه بتتويج جمعية وفرقة فنونيات رائدةً للرقص الشعبي والدبكة الفلسطينية بعد عدة عروضٍ داخليةٍ وخارجية في عام 2010م ، حيثُ أنها حققت شعبيةً لم يسبق لها مثيل ، وتحولت أغانيها ورقصاتها لأنغامٍ يرددها كُلُّ الفلسطينيون ، ويدبكون عليها في مختلف مُناسباتهم ، وأماكن تواجدهم .
ويُوضح مدرب الفرقة أن فنونيات شاركت في مختلف المناسبات الفلسطينية ، وفي العديد من المهرجانات العربية والدولية ، كانَ آخرُها جولةٌ أوروبيَّة في بلغاريا ورومانيا والمجر ، غنت فيها عن يوم الأرض وعشقها لفلسطين .
ويُتابع دحادحة : " مُشاركتنا في المهرجانات العربية والدولية هي خُطوة للدفاع عن التاريخ والتراث الوطني ، وحمايته من السرقة والاندثار والتزوير ، ووضعه على درجةٍ عالية بين تراث دُول العالم " .
ويُؤكد دحادحة أن جمعية وفرقة فنونيات هي جسمٌ فنيٌ مستقل ، تسعى إلى تقديم فن فلسطيني مُتميز وأصيل ، مُوضحاً أنها لا تهدف إلى الربح ، وإنما تعتمد على جهود متطوعي الجمعية وأعضاء الفرقة الذين يفوق عددهم الخمسين ، ما بين مُغني ومُغنية ، وعازف وعازفة ، وراقص وراقصة ، وإداري وإدارية .
ويصف مدرب الفرقة إياد دحادحة متطوعي الجمعية ومتطوعاتها وأعضاء الفرقة أنهم سفراءٌ للهوية الفلسطينية ، وحماةٌ لها من الطمسِ والاندثار ، فهُم يُنيرون بأهازيجنا الشعبية ودبكاتنا التراثية ظلام الغربة ، ويحركون الدموع في عيون من لا يستطيع الوصول إلى رحيق أزهار شقائق النعمان ، وينشرون رسالةَ أملٍ وأُمنيةٍ بِمُستقبلٍ فلسطيني خالٍ من الإحتلال ، وزاهرٍ بالعلم والمعرفة ، بعيداً عن غصات الحياة ، في أجواءٍ تعبقُ وتعشقُ الحرية ، ليملأوا فلسطين والعالم بأكمله فرحاً ورقصاً ودبكةً وغناءً .
ويُنهي دحادحة حديثه قائلاً : " رسالتنا نَبعثُها ونُهديها إلى الجمهور الفلسطيني والعربي ، وإلى أرجاء العالم ، لِنُبين الحياة الفلسطينية بتفاصيلها ، ولنُظهر إنسانية الفرد الفلسطيني ، ومدى تشبثه وتمسكه بكل ذرةٍ من تراب وطنه ، ولِنُوصل الأمانة للأجيال القادمة المُتعاقبة ، ليظلوا على معرفةٍ بحقائقِ الأمور ، وأصولِ الحكايات ، ولنزرع في قلوب تلك الأجيال بذور الحب والإنتماء لهذا الوطن المُقدس " .