أسامة أبو الرُّب-سان فرانسيسكو
على الصحفيين الذين يغطون تفشي الأوبئة الحرص على سلامتهم، وأن ينقلوا الصورة الصحيحة عن الواقع الموجود؛ هذه بعض التوصيات التي قدمها خبراء في اليوم الثاني من المؤتمر العالمي العاشر للصحفيين العلميين في سان فرانسيسكو.
وتحت عنوان "تحدي تغطية حالات تفشي الأمراض المعدية"، كانت الندوة التي شارك فيها مجموعة من الخبراء، وشملت الإجابة عن أسئلة الصحفيين المشاركين.
وتحدث ديك طومسون -وهو مراسل سابق لمجلة التايمز في مجال الطب والعلوم، والمدير السابق لمكتب التايمز في جنوب آسيا- مقدما نصائح للصحفيين العلميين خلال تغطية تفشي الأمراض، مثل أن يحرص الصحفي على سلامته حتى لا يصاب بالمرض.
وردا على سؤال من صحفية حول ما الذي يجب ألا يفعله الصحفي أثناء تغطية الأوبئة؟ قال "لا تقتربي كثيرا!"، ونصح بأن يسأل الصحفي متخصصا في علم الإنسان (أنثروبولوجي) في المنطقة المتأثرة، لأن عادات البشر تلعب دورا في انتشار الوباء.
وأضاف أن هناك فترة مع بداية الوباء لا تكون فيها المعلومات كافية، عندها قد يبدأ الناس بلوم بعضهم بعضا ويحدث نوع من "الستيغما" (الوصمة)، والذي يُخشى أن يستغل بعض الزعماء السياسيين هذه "الستيغما"، مثلا إذا جاء شخص إلى الولايات المتحدة وكان مصابا بمرض معين...
طومسون: هناك فترة مع بداية الوباء لا تكون فيها المعلومات كافية (الجزيرة)
إيبولا
وتحدثت هيلين برانسويل -وهي صحفية تغطي الأمراض المعدية والصحة العالمية في النشرة الإخبارية الإلكترونية "ستات" (STAT) التي تركز على الصحة والطب والاكتشافات العلمية- عن تجربتها مع تفشي فيروس إنفلونزا الطيور "أتش5 أن1"، وقالت إن الكثيرين ظنوا وقتها أن هذه هي الإنفلونزا الإسبانية الجديدة (موجة الإنفلونزا الإسبانية ضربت عام 1918 ويقدر أنها أدت لوفاة خمسين مليون شخص عالميا)، وهو اعتقاد أثار الذعر وقتئذ.
في المقابل، قالت إنها تتمنى لو كان المزيد من الصحفيين العلميين قد خافوا من تفشي إيبولا عام 2014 في غرب أفريقيا -وهي منهم- ولكن ذلك لم يحدث، وكانت النتيجة أن العالم أخذ الكثير من الوقت قبل أن يكتشف خطورة التفشي.
وقالت: مع وجود الإدارة الحالية في الولايات المتحدة والتي لا تبدي كثير اهتمام بالإنفاق على الصحة العالمية، فإن دور الصحفيين العلمين يغدو مهما لإيصال الرسالة الصحيحة للجمهور، عن أهمية الإنفاق على محاربة تفشي الأمراض عالميا، لأنها قد تصل إلى أي دولة في العالم.
كما تطرقت الندوة إلى أسباب الزيادة المطردة في حالات تفشي الأمراض، مثل الاضطرابات الإيكولوجية (الإيكولوجي هو علم يدرس العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة)، وسهولة السفر وازدياده بشكل كبير عالميا -مما يسهل انتقال الأمراض مع المسافرين- والسلوك البشري.
ولفتت الندوة إلى أهمية إيصال الرسالة حول انتشار وباء معين بطريقة صحيحة متوازنة، أي من دون تهويل التفشي وإثارة الذعر منه، ولكن أيضا دون تهوينه وإشاعة شعور من الأمان الكاذب.
وانطلق الخميس في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، المؤتمر العالمي العاشر للصحفيين العلميين، وشعاره "الوصل بين العلم والمجتمعات".
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين، 1364 متخصصا يعملون على تقديم صحافة علمية دقيقة وعالية الجودة، ويستمر حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتشارك فيه شبكة الجزيرة الإعلامية.
ويعد هذا المؤتمر أكبر تجمع للصحفيين العلميين في العالم، ويوفر التدريب والخبرات المتعلقة بالإعلام العلمي، وذلك للعمل على وصول أخبار العلوم إلى الجمهور بطريقة واضحة وملائمة، بغض النظر عن حواجز اللغة أو الثقافة أو السياسة.
نقلا عن الجزيرة نت