أسامة أبو الرُّب-سان فرانسيسكو
اكتشاف مضادات حيوية جديدة لا يتم بالسرعة التي تواكب فيها البكتيريا تطوير مقاومتها، وهناك مؤشرات إلى ارتباط ارتفاع مقاومة المضادات مع استعمالها في حيوانات المزارع؛ هذا بعض ما عرضته ندوة في اليوم الثالث من المؤتمر العالمي العاشر للصحفيين العلميين في سان فرانسيسكو.
وتحت عنوان "مقاومة المضادات الحيوية.. التحدي القادم"، عُقدت الندوة التي شارك فيها عدد من الخبراء، وجرى بث جزء منها -مع ترجمة مكتوبة- على صفحة طب وصحة في فيسبوك (لمشاهدة المقابلة اضغط هنا).
وقال رامانان لاكسمينارايان -وهو باحث بارز ومحاضر في معهد برينستون للبيئة في جامعة برينستون، و مدير وزميل أول في مركز ديناميكيات الأمراض والاقتصاد والسياسة- إن هناك ارتفاعا عالميا في مقاومة المضادات الحيوية.
وأضاف أن زيادة مقاومة المضادات تزيد من خطر وفاة الأطفال الصغار، ومن عدم فاعلية العلاجات الوقائية قبل العمليات الجراحية؛ كما أن زيادة مقاومة المضادات تؤثر على المسنين.
وقال: عندما بدأنا استخدام المضادات الحيوية (عند اكتشاف البنسلين)، كانت نسبة البكتيريا التي تطور مقاومة للمضادات هي واحدة من مئة مليون، أما اليوم فنسبتها هي واحد من مليونين.
ارتفاع كبير
وأضاف أن نسبة البكتيريا المقاومة لنوع من البكتيريا التي ترتبط عادة بالمستشفيات، قفزت في الولايات المتحدة -مثلا- من 1% قبل سنوات إلى قرابة 50% حاليا.
ونصح لمواجهة هذ المشكلة باستخدام خيارات "تقلل الحاجة لاستعمال المضادات الحيوية مما يقلل احتمالية أن تطور البكتيريا مقاومة لها"، مثل تحسين معايير الصحة العامة كالنظافة وتعقيم المياه واستعمال التطعيمات.
وأضاف أن 60% من استخدام المضادات الحيوية في الولايات المتحدة غير صحيح، و"من المهم أن نعيد تنظيم وترتيب طريقة استخدامنا للمضادات الحيوية، فما الفائدة من اكتشاف مضاد حيوي جديد إذا كنا سنستخدمه بنفس الطريقة الخاطئة"، مما يقود لظهور سلالات بكتيرية مقاومة له.
من جهتها، تحدثت تارا سي سميث -وهي أستاذة مساعدة في كلية الصحة العامة بجامعة ولاية كينت- عن تجربتها في دراسة نوع من البكتيريا المقاومة تعرف اختصارا بـ"أم آر أس أي" (MRSA)، وقالت إنه في عام 2004 تم العثور على هذه البكتيريا في أنف طفلة في هولندا، وكان أبواها يربيان الخنازير، ووجد الباحثان أن أبويها أيضا كانا يحملان البكتيريا.
وبعد ذلك فحص الباحثون مجموعة من مربي الخنازير، ووجدوا أن احتمالية حملهم لهذه البكتيريا كان أكثر بـ760 ضعفا من الأشخاص العاديين.
وتضيف أنها قامت بدراسات في الولايات المتحدة، وجدت فيها علاقة بين استخدام المضادات الحيوية في تربية الخنازير، وحملها لهذه البكتيريا الخطيرة.
من جهته، قال كيفن أوترسون -وهو أستاذ القانون في جامعة بوسطن ومدير "CARB-X"، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص في العالم لتطوير المضادات الحيوية في المرحلة قبل السريرية (قبل اختبارها على البشر)- إنه اكتشاف مضادات حيوية جديدة لا يتم حاليا بالسرعة التي تواكب فيها البكتيريا تطوير المقاومة، وأضاف أن آخر مضاد حيوي تم اكتشافه للبكتيريا السالبة الغرام حدث قبل 55 عاما.
مساعدة الشركات الخاصة
وأضاف أن "هدفنا في CARB-X هو مساعدة الشركات الخاصة الطبية على تخطي مرحلة تطوير العقار من الصفر حتى الوصول إلى التجارب على البشر، في هذه المرحلة -وأطلق عليها مصطلح: وادي الموت- لا يكون هناك تمويل مما يشكل عقبة لهم، ونحن نوفر التمويل بحيث نساعدهم مما يسهل من عملية تطوير مضادات حيوية جديدة". وحاليا لدى "CARB-X" تمويل بمقدار 450 مليون دولار.
وانطلق الخميس في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، المؤتمر العالمي العاشر للصحفيين العلميين، وشعاره "الوصل بين العلم والمجتمعات".
ويشارك في المؤتمر 1364 متخصصا يعملون لتقديم صحافة علمية دقيقة عالية الجودة، ويستمر حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتشارك فيه شبكة الجزيرة الإعلامية.
وينظم المؤتمر الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين، ويعد أكبر تجمع للصحفيين العلميين في العالم.
نقلا عن الجزيرة نت