كشفت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان تفاصيل وأسباب اعتقال الاحتلال للناشط في مجال الدفاع عن الأسرى عدنان حمارشه وزوجته ريم.
وذكر الباحث في التضامن أحمد البيتاوي أن محامي التضامن محمد العابد تمكن أمس الثلاثاء من زيارة حمارشه في مستشفى بيلنسون الإسرائيلي وزوجته في مركز تحقيق الجلمة.
وأوضح البيتاوي أن الاحتلال اعتقل ظهر الأحد (16/2/2014) زوجة حمارشه عن معبر الكرامة، عندما كانت عائدة من الأردن، حيث كانت بصدد حجز موعد لإجراء عملية جراحية لابنها أنس (13 عاما)، وإكمال علاج زوجها عدنان وإحضار تقاريره الطبية.
وذكرت حمارشه لمحامي التضامن أن زوجها عدنان اتصل عليها وهي في الأردن، وطلب منها شراء بعض الأغراض والحاجيات كشوكولاته (جلاكسي وكت كات) وقهوة وملابس، غير أن المحققين يدعون أن هذه الأمور عبارة عن كلمات (مشفّرة) لها مدلول أمني، وأن سفرها لم يكن بقصد العلاج، وهو الأمر الذي نفته جملة وتفصيلا.
الزوج في مستشفى بيلنسون
وفي ذات الإطار، تحدث عدنان حمارشه لمحامي التضامن عن تفاصيل اعتقاله، فقال: "توجهت في ساعات فجر يوم الاثنين (17/2/2014) إلى معبر الكرامة لإحضار زوجتي عن الجسر، وعندما وصلت إلى هناك اخبرني الجنود أن زوجتي تم اعتقالها، فقررت العودة إلى البيت، وفي طريقي من أريحا إلى جنين، أوقفني حاجز إسرائيلي واعتقلني جنوده وصادروا سيارتي".
ويكمل حمارشه: "خلال عملية الاعتقال أخبرت الجنود بوضعي الصحي، حيت لا أزال أعاني من تبعات الجلطة الدماغية، ولا أستطيع المشي لوحدي، غير أن الجنود لم يكترثوا في البداية، وقاموا بتعصيب عيني ووضعوني في غرفة مكيفة بهواء ساخن لمدة ساعة، وبعد ذلك أخرجوني من الغرفة إلى العراء، حيث كان الطقس باردا جدا، وبقيت على هذه الحالة حتى أشرقت الشمس، فشعرت بصداع شديد وألم في أطرافي".
ويتابع: "بعد أن تأكد الجنود من حالتي الصحية، نقلوني إلى مستشفى بيلنسون، وهناك خضعت لبعض الفحوصات والتحاليل الطبية".
وعن حالته الصحية، أشار البيتاوي إلى أن حمارشه لا يزال يعاني من تبعات جلطة دماغية أُصيب بها قبل ستة أشهر، حيث لا يستطيع المشي لوحده، ولا يرى بصورة جيدة، إضافة إلى فقدانه الإحساس في الجهة اليسرى من وجهه، وألم شديد في الرأس، لافتا إلى أنه كان في رحلة علاج في الأردن، ثم حاول السفر مرة أخرى غير أن الاحتلال منعه من ذلك.
وطالب البيتاوي بضرورة الإفراج الفوري عن حمارشة لصعوبة حالته الصحية، مؤكدا أن اعتقاله عبثي، بدليل تفاهة الأمور التي يتم التحقيق مع الزوجة فيها، لافتا إلى أن المخابرات الإسرائيلية تمر بمرحلة هوس أمني شديد، أصبح يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني.
وكان حمارشه قد اعتقل عام 2003 وبقي رهن الاعتقال الإداري لمدة خمس سنوات، واعتُبر حينها عميد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال.