القدس المحتلة
حاولت الشابة الفلسطينية حنين يوماً ما أن تقتني شيئاً مميّزاً لمنزلها عن طريق شرائه عبر “الإنترنت”، لكنها تفاجأت بالأسعار الخيالية التي لا تراعِ جميع شرائح المجتمع، لتقرّر بعد ذلك أن تقوم بنفسها بعملية صُنعه بأقلّ التكاليف، ولم تكن تدرِ بأن هذا سيصبح "عملها" فيما بعد.
حنين طه (29 عاماً) شابة طموحة في العشرينيات من عمرها، وهي من مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل، وحاصلة على شهادة بكالوريوس في تخصص “الخدمات البشرية”، تعمل في مادة تسمّى “الخارصينا” تشبه “العجون” فتشكّلها بأشكال مميّزة وألوان زاهية وتُلصقها على ملعقة أو كأس أو علبة زجاجية.
وتقول الشابة النصراويّة لـ”قدس برس” إن هذا ليس عملي الأساس، وإنّما هي موهبة أحببت أن أنمّيها، فأنا من النوع الذي يُحبّ أن يضع في بيته كل ما هو غريب ومميّز، وفي مرّة أعجبتني تلك الملاعق التي تحمل على رأسها رسومات بألوان لافتة، فطلبتها عبر الإنترنت، لكنني تفاجأت بالسعر”.
وتضيف أنها بدأت في عملية البحث عن المواد كي تُخرِج ملعقة بنفس المواصفات التي وجدتها وأحبّتها عبر الإنترنت، لكن بأقل تكلفة، وبالفعل حصلت على ما تُريد، لتجد أن المادة هي “الخارصينا”.
عملية التحضير
تقول حنين إن مادة “الخارصينا” ليّنة، ويُمكن "عمل الشخصية أو الشكل المطلوب بكل سهولة، ثم تقوم بلصقها على الكأس أو الملعقة أو أي شيء أردناه، ثم ندخلها عبر آلة تعطيها الحرارة لمدة 25 إلى 30 دقيقة فتصبح قاسية جداً".
وتُلفت إلى أن الجميل في هذه المادة، أن الألوان لا تزول بفعل غسلها بالماء عدة مرات، كما أنها غير قابلة للكسر، لذا فإنها تحافظ على صلابتها ولونها.
وبدأت حنين هذا العمل قبل نحو عام ونصف لمنزلها، ثم عرضته عبر إحدى المجموعات الإلكترونية ليُبدي المشاركون إعجابهم به، فأنشأت عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صفحتها “معالق حبيبة”- على اسم ابنتها- وبدأت بعدها الطلبات بالتدفّق.
وتأتي حنين الطلبات من معظم مدن وقرى الداخل المحتل، وكذلك من القدس ومدن الضفة الغربية، حيث تُحاول أن تؤمّن لهم توصيلها لأقرب نقطة محدّدة ما بين الطرفين، أو أن يحصل الزبون على قطعته من منزلها حيث أدرجت عنوانها ضمن برنامج “الويز”.
تلك الأعمال اليدوية باتت تجتاح السوق الفلسطيني، كلٌّ على طريقته، فمثلاً “حنين” تستطيع عمل “سكتش” لـ”طبيبة” أو “مهندسة” ثم تقوم بتشكيله من مادة “الخارصينا” بألوان مُلفتة وتضعها حسب طلب الزبونة، على فنجان أو كأس نيسكافيه أو شاي، أو أن تضع صورة طفل “كرتوني” على هدايا المواليد الجدد.
لكن حنين تجد صعوبة في الحصول على المواد التي تحضّر بها أعمالها، خاصة تلك التي تطوّرها بأفكار جديدة، حيث أنها تحصل على بعضها من مدينة حيفا، أو تطلبها عبر “ebay” أو غيره.
وتقول لـ”قدس برس” إنها تعمل الآن على أفكار جديدة غير موجودة في أسواق الداخل، وهي وضع تلك الأشكال على أغطية الهواتف النقالة (الكفرات)، إضافة للتعليقات “الميداليات” لمفاتيح السيارات والمنازل والمكاتب، لكنها تنتظر وصول المواد التي بحثت عنها في البلاد ولم تجد، واضطرت لشرائها من دول ثانية.
تطمح حنين في أن تطوّر عملها بمزيد من التقنيات، والتصاميم والأفكار، إضافة إلى طموحها في أن تكون معروفة في هذا المجال ليس فقط على الصعيد المحلي وإنما العالمي.
للاطّلاع على رابط الصفحة الخاصة بـ حنين
https://www.facebook.com/byHanin/