أسامة أبو الرب-الدوحة
قال الدكتور محمد علي صديق إن 20% إلى 25% من الناس على مستوى العالم سوف يعانون من مرض عقلي في مرحلة معينة في حياتهم، مشددا على أهمية العلاج.
وجاء هذا في ندوة أقيمت اليوم ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية 2017 بالعاصمة القطرية الدوحة والذي انطلق أمس الجمعة تحت شعار "مجتمعات صحية لمستقبل أكثر اشراقا".
وتعقد المؤتمر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر، ويستمر على مدار ثلاثة أيام في فندق ريتز كارلتون بالدوحة، تحت رعاية وزيرة الصحة العامة د. حنان الكواري.
وجرى بث حفل الافتتاح على صفحة "طب وصحة" على فيسبوك، لمشاهدة الحفل اضغط هنا.
وقال صديق -وهو استشاري أول الطب النفسي ومدير خدمات صحة المجتمع النفسية في مؤسسة حمد الطبية- إن المرض العقلي حالة تؤثر على التفكير والإدراك والحكم على الأشياء والعاطفة بشكل يؤثر على الوظائف العقلية للشخص مما يتطلب العلاج الطبي لمساعدته وأيضا مساعدة المحيطين به، مؤكدا أنه لا صحة من دون الصحة العقلية.
وتعرف الصحة العقلية (Mental health) على أنها حالة من العافية على الصعيد العاطفي والنفسي والاجتماعي، وهي تؤثر على شعور الشخص وتفاعله وتأقلمه مع الحياة وأحداثها. كما أنها تحدد كيفية تعامله مع الضغوطات وكيفية اتخاذ قراراته.
أرقام
أما المرض العقلي فيعرف على أنه اضطراب يؤثر على طريقة تفكير الشخص ومزاجه وسلوكه، وتلعب دورا فيه عدة عوامل مثل الوراثة والجينات وأحداث الحياة التي يمر بها الشخص مثل تعرضه للتوتر.
وقال الدكتور صديق إن النسبة الكبيرة من ذوي الأمراض العقلية تعني أن وجود عواقب وآثار كبيرة خاصة أن نسبة كبيرة من المصابين مراهقون وفي العشرينيات، أي الأعمار الصغيرة (جيل الشباب الذي يستند إليه تطور المجتمع ونموه).
وعرض بعض الأرقام عالميا حول الصحة النفسية مثل:
تشيلي بها أعلى نسبة من الاكتئاب (29.5%).
البرازيل بها أعلى نسبة لاضطرابات القلق (22.6%).
الأمراض العقلية تحتل المرتبة الثانية في العبء العالمي للمرض (global burden of disease) بعد الأمراض المعدية.
في فرنسا هناك 31.9 مليون يوم عمل مفقود نتيجة الاكتئاب.
عبء الأمراض العقلية أكثر من أعباء الإيدز والملاريا والسل مجتمعة.
في أوروبا تكلفة المرض العقلي 3-4% من الناتج الكلي.
5 من 10 أكثر أسباب مسببة للإعاقة عالميا أمراض عقلية.
وقال إن المرض العقلي يقود إلى آثار اقتصادية سلبية (على الفرد والمجتمع نتيجة أيام العمل المفقودة والإعاقة) مما يقود إلى الفقر، وهما (الفقر والوضع الاقتصادي السيئان) يؤديان إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالاكتئاب، وهكذا دواليك.
ووفقا لـ منظمة الصحة العالمية فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي شديد عادة يموتون قبل الأصحاء، ويطلق على هذا اسم "الموت المبكر" (premature mortality). ويقدر العمر المتوقع لدى المصابين بأمراض عقلية شديدة أقل بعشر إلى 25 سنة مقارنة مع الآخرين*. ووفقا للمنظمة فإن الأمراض العقلية الشديدة تشمل الذهان والاكتئاب المتوسط إلى الشديد، واضطرابات المزاج ثنائية القطب.
وتوجد علامات قد تشير إلى وجود مشكلة في الصحة العقلية لدى الشخص، مثل الانسحاب بعيدا عن الناس والابتعاد عن النشاطات المعتادة، واضطرابات النوم، واضطرابات في تناول الطعام، سواء بالزيادة أو النقصان، والشعور بعدم المبالاة واليأس والعجز، والمرور بتقلبات حادة في المزاج.
ومن الأعراض كذلك معاناة الشخص من ذكريات أو أفكار لا يستطيع إخراجها من رأسه، وسماع أصوات غير حقيقية، والاعتقاد بقناعات غير منطقية، والمعاناة من آلام في الجسم لا يوجد لها تفسير طبي، والتفكير في إيذاء النفس أو الآخرين.
ويشمل المرض العقلي مجموعة كبيرة من الاضطرابات، منها الاكتئاب واضطرابات القلق والفصام واضطرابات الأكل، وقد تقود إلى الانتحار. لمعرفة معلومات أكثر عن الأمراض السابقة اضغط عليها وسوف تنتقل لبطاقة معلوماتية شاملة عنها.
نقلا عن الجزيرة نت