الرئيسية / ثقافة وأدب
الحرب الأهلية في سيناريوهات السينما اللبنانية
تاريخ النشر: الأحد 26/11/2017 13:45
الحرب الأهلية في سيناريوهات السينما اللبنانية
الحرب الأهلية في سيناريوهات السينما اللبنانية

 أصداء-بثينة سفاريني


يعود تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية بكل ما يحمل في جعبته من ذكريات وآلام إلى السينما، لتجعل المشاهد في موقف الحَكم على أحداث مضى عليها سنين عدة، لتكون فرصة
 
لمصالحة الماضي وعيش الحاضر بسلام، ومن الأعمال السينمائية التي تحدثت عن الحرب الأهلية،  فيلم قضية 23 للمخرج زياد دويري وفيلم محبس للمخرجة صوفي بطرس، اللذان  أنتجا في عام2017. 
 
فيلم قضية 23 أو المعروف دوليا الإهانة، تناول الفيلم مشادة تحصل بين طوني وهو مسيحي ينتمي إلى حزب القوات اللبناني وياسر الفلسطيني الذي يقيم في مخيمات اللاجئين في لبنان.
 
فيلم قضية 23، أخذ من الشتيمة أبعاد سياسية واجتماعية، انتقلت إلى ساحات المحكمة، لتعيد فتح تاريخ الحرب الأهلية، والانتقال من البث في حدث عابر إلى قضية تاريخ بأكمله،
 
عرض الفيلم ردة فعل الشارع في لبنان، والذي كان على حافة حرب أهلية جديدة، ليظهر كذبة التعايش السلمي في لبنان بين الطوائف والأحزاب المختلفة.
 
 
وعرض فيلم محبس التأثيرات النفسية والاجتماعية للحرب الأهلية في لبنان، ويتجلى ذلك من موقف أم تحضر لاستقبال عريس أبنتها، وقد عاشت ظروف نفسية صعبة نتيجة
 
وفاة أخيها بقنبلة سورية أثناء الحرب. وعند وصول العريس المرتقب تكتشف الأم أن العريس سوري فوقفت بالمرصاد لمنع عملية الزواج.
 
نقل الفيلم التداعيات النفسية والاجتماعية للحرب الأهلية التي شكلت مفاهيم الشعوب و تجعلهم غير قادرين على مصالحة الماضي.
 
 
عرض الفيلم الأول تأثير الحرب بين المجتمعين اللبناني والفلسطيني، و أظهر بعده السياسي من خلال ظهور شخصية سمير جعجع الذي
 
جسد دوره رفعت طربيه، وذلك أثناء مشاركة بطل الفيلم طوني (عادل كرم) في لقاء جماهيري لحزب القوات.
 
كما بين الفيلم، الموقف السياسي لحزب القوات اللبناني إتجاه القضية الفلسطينية، وظهر ذلك من خلال موقف المحامي الذي ترفع عن طوني، ليدافع عن الأفكار التي ينتمي إليها موكله.
 
أما فيلم محبس، يسرد أحداثه في قالب كوميدي اجتماعي، ويعرض تداعيات الحرب الأهلية بين سوريا ولبنان.  
 
هذان الفلمان يعيدان إلى الذاكرة فيلم (هلا لوين) الذي تناول الحرب بين الطوائف اللبنانية، تم إنتاجه عام 2011 للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، أظهرت المخرجة من خلال هذا الفيلم،
 
والذي تتم أحداثه داخل ضيعة معزولة يعيش فيها المسلم والمسيحي أن شرارة الفتنة تستطيع أن تفرق بين المسلم والمسيحي وتجعلهم من ألد الأعداء بعد أن كانوا أصدقاء.
 
هذا الفيلم الذي يعيد بـأسلوب سينمائي الأحداث التي وقعت في لبنان في السابع من أيار  عام 2008 بين الطوائف المسيحية والمسلمة، والتي كادت أن تجر البلاد إلى حرب أهلية
 
ثانية، أرادت لبكي من خلاله أن تستفز المشاهد اللبناني المتعصب لديانته وطائفته.
 
عاشت لبنان في منتصف السبعينيات أحداث الحرب الأهلية التي جمعت الطوائف اللبنانية والقوى الفلسطينية إلى جانب الوجود السوري، التي شرخت المجتمع اللبناني بين
 
الطوائف والأحزاب السياسية والدينية. والآن بعد مرور عقود عدة على الحرب الأهلية، يخشى المسؤول الخوض في تفاصيلها، لكنها نمت في نفوس الشعوب تجعلهم غير قادرين
 
على تذكر الماضي بسلام. 
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017