نابلس
صدر عن دار الاعلام للنشر والتوزيع بنابلس دراسة جديدة بعنوان الاسرى ووسائل الاعلام (دراسة ميدانية من داخل سجن مجدو)، للاسيرين المحررين الدكتور امين ابو وردة والاستاذ مفيد جلغوم، والتي رصدت ودرست متابعة الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو لوسائل الإعلام قبل الإعتقال عامة، وبشكل خاص خلال فترة الإعتقال وطبيعة الاهتمام وأشكاله.
وهدفت الدراسة التي أجراها الباحثان أثناء وجودهما داخل سجن مجدو، إلى معرفة مدى إستخدام أسرى سجن مجدو لوسائل الإعلام المتاحة داخل السجن سواء المسموعة، المقروءة والمرئية. وللوقوف على طبيعة هذا الإستخدام شكلاً ونوعاً ومضموناً، وطبيعة الإهتمامات والدوافع لذلك. إضافة إلى تأثير الإعلام على توجهات الأسرى حيال القضايا المختلف و تقييم الأسرى لإدارات وسائل الاعلام الفلسطينية الرسمية والأهلية لقضايا الأسرى ومعاناتهم.
وتطرقت الدراسة إلى معالجة أحد المفاصل الرئيسة في حياة الأسرى الفلسطينيين، وهي مدى إستخدامهم لوسائل الإعلام داخل السجن وخارجه، وما يترتب على ذلك من تأثيرات على توجهاتهم وميولهم وتحصليهم الفكري والثقافي. وإقراراً بأهمية العلاقة بين الإعلام بكافة أشكاله مع أي شريحة مجتمعية فإن دراسة إشكالية العلاقة بين الأسرى حققت جهداً هاما،ً لتفكيك مفاصلها بحثاً وتمحيصاً.
وقد اقتصرت الدراسة على معرفة إستخدام أسرى سجن مجدو لوسائل الإعلام المتاحة لهم داخل أسوار السجن، وما يترتب على ذلك في تقييم لدورها وآثارها. وشملت وسائل الاعلام المتاحة داخل السجن من فضائيات وصحف يسمح له من قبل مصلحة السجون والاذاعات التي يتم التقاطها داخل اسوار السجون، والبرامج الاكثر متابعة.
وأشارت الدراسة إلى أن البيئة الإعتقالية تعد من أصعب البيئات التي يمكن إجراء دراسات عليها ، نظراً للصعوبات التي تمتاز بها والقدرة على تحديد ملامحها زمنياً ومكانياً، رغم قيود الاسر وتعقيداته المتنوعة.
واستعرضت الدراسة مراحل تطور وسائل الاعلام المتاحة في سجن مجدو منذ افتتاحه، لاستيعاب الاسرى الفلسطينيين، والسجون الاسرائيلية بشكل عام.
وأوصى الباحثان وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية والخاصة إيلاء قضايا الأسرى الاهتمام الذي يليق بهم، سواء في نوعية البرامج أو كميتها أو المساحة الممنوحة لها، والتجديد بالبرامج التي تنفذ حالياً وإلى تعزيز برامج التواصل الاجتماعي بين الأسرى وأهاليهم، من خلال زيادة الوقت والمساحة المتاحة لها، وتطوير هذه البرامج لتصبح برامج عامة لجميع أخبار الأسرى وليس فقط سلامات الأهل، وتقوية بث المحطات المحلية من أجل إيصال رسالتها بوضوح للأسرى.
وشدد الباحثان على مطالبتهما قيادة الحركة الأسيرة على متابعة مطالب الأسرى المتفق عليها مع إدارة السجون خلال الاضرابات عن الطعام، ومنها إعادة بث الفضائيات الاخبارية التي تم حجبها خلال السنوات الاخيرة عن الأسرى. والتوصية بمزيد من الدراسات والأبحاث على بقية السجون من أجل الوقوف على حقيقة متابعة الأسرى لوسائل الاعلام المختلفة، وإجراء مقارنات من أجل تحديد توجيهات الأسرى والآثار المترتبة على متابعتهم للفضائيات.