وضع الموسيقي الإيطالي جاكومو بوتشيني (1858 - 1924) فصول "توراندوت" الثلاثة -عمله الأوبرالي الأخير الذي لم يكتمل- بعدما رحل دون أن يتمّها، ليأتي بعد عامين مواطنه فرانكو ألفانو (1875 – 1954) ويكتب المشهدين الأخيرين لتتنطلق عروضها على مسرح "لا سكالا" الشهير في ميلانو.
عرض تفاعلي جديد لهذا العمل مصمّم لطلاب المدارس يتيح لهم المشاركة في الغناء باللغات الإيطالية والعربية والإنكليزية، ستقّدمه فرقة مسرح "سوتشالي دي كومو أسليكو" الإيطالية عند الرابعة من مساء التاسع من الشهر الجاري على خشبة "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، وتحمل عنوان "الأمير اليرقة".
الفرقة التي تأسّست عام 1949 من أجل غايات تدريبية وتوفير أبحاث في الموسيقى، اتجهت تحديداً نحو جمهور لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره عبر تقديم عروض مسرحية وغنائية وراقصة إضافة إلى الباليه والفلامنكو، ومن أبرز أعمالها "نبوكو" لـ جوزيبي فيردي، و"لا سينيرينتولا" لـ جواكينو روسيني، و"كارمن" لـ جورج بيزيه.
في "توراندوت" (أو "الملكة اليرقة") عاد بوتشيني إلى إحدى ملاحم العشق العابرة في الحضارات الشرقية، والتي استحوذت على اهتمام عدد من الكتاب الأوروبيين في تلك الحقبة، ومنهم الكاتب الألماني فريدريش شيلر الذي نظمها في قصائد مستوحاة من نص ألّفه الكاتب المسرحي الإيطالي كارلو غوزي عام 1762 باقتباس عن "ألف ليلة وليلة".
يتقاطع نض غوزي الذي اطلع عليه بوتشيني عانم 1801، مع قصة ابنة توران (أو طوران باللغات الآسيوية) التي رواها الشاعر الفارسي نظامي (1141 – 1209)، عن ابنة حاكم إحدى ممالك آسيا الوسطى التي كانت بارعة الجمال لكنها ذات قلب بارد.
عُرفت الأميرة بقسوتها الشديدة، وقد اشترطت بمن يتقدّم لطلب يدها أن يجيب عن ثلاث أحجيات، ومن يخطئ في واحدة كان مصيره القتل بالسيف أمام الناس، حتى أتاها أمير فارسي اشتهر بالعلم والأدب والوسامة لم يفصح عن هويته، فأجابها على جميع ألغازها، لكنها رفضت الزواج منه وأمرت باعتقاله وتعذيبه، وتدور الأحداث لتنقلب الصورة وتقع في غرامه.
المصدر: العربي الجديد