تستضيف "قاعة بوشهري للفنون" في العاصمة الكويتية عند السابعة من مساء الثامن عشر من الشهر الجاري معرضاً للكاريكاتير يضمّ أعمالاً لعشرة رسّامين من مصر والكويت، إلى جانب الرسّام السوري علي فرزات (1951)، ويتواصل حتى الثلاثين منه.
يقدّم المعرض رسومات محمد عبد المنعم رخا (1910 -1989) الذي يعدّ من مؤسسّي فن الكاريكاتير في الصحافة المصرية، حيث ابتدأ المهنة باكراً في مجلة "الفنان" التي صدرت عام 1926، وعُرف بأعماله الناقدة للحكم أثناء العهد الملكي، ودخل السجن أكثر من مرة بسببها، كما أدخل لأول مرة شخصيات من المجتمع المصري اشتهرت آنذاك.
أما أحمد طوغان (1926 – 2014) فينتمي إلى جيل لاحق، وجمع بين الكاريكاتير والتشكيل والفوتوغراف، وهيمنت قضايا التحرّر العربية في الجزائر واليمن وغيرهما في حينها على رسوماته، وقد صدرت في سنة رحيله سيرته الذاتية بعنوان "سيرة فنان صنعته الآلام" تناول فيها تجربته الفنية وعلاقته بأهل السياسة والثقافة.
في أعمال أحمد حجازي (1936 – 2011) تركيز أكبر على هموم الفقراء والطبقات المهمشّة، والبحث عن مفارقات تكشف هشاشة العديد من الأفكار السائدة في المجتمع، وقد اعتزل الرسم عام 1990 بسبب سوء الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي حتى يوم رحيله.
يذهب مصطفى حسين (1935 – 2014) إلى متابعة أدق التفاصيل في الحياة الاجتماعية المصرية، مبتكراً شخصيات عديدة استطاعت أن تجد طريقها إلى الانتشار وتحويلها إلى أعمال تلفزيونية، وكان غزيراً في إنتاجه الذي خصّص جزءاً منه لرسومات الأطفال.
إلى جانب رسوماته التي يغلب عليها الأبيض والأسود وتوظيف التراث الشعبي المصري وشخصيات من السرد العربي القديم وخاصة من "كليلة ودمنة"، وثّق صلاح بيصار (1952) سيرة عدد من فناني الكاريكاتير والتشكيليين المصريين في أكثر من كتاب.
كما يشارك من الكويت؛ عبد الوهاب العوضي وعبد الرضا كمال وعبد السلام مقبول وجعفر رجب وعبد العزيز أرتي بأعمالهم التي تركز في معظمها على الراهن العربي وأزماته، إضافة إلى رسومات تتنتقد قضايا اجتماعية في بلادهم.
يحضر علي فرزات بمختارات تمثل تجربته التي خصّها منذ البداية لانتقاد الأنظمة الدكتاتورية العربية وتبعيتها السياسية للغرب، وتغلب عليها في الفترة الأخيرة تناول الأزمة وعنف النظام السوري والحرب منذ سبع سنوات.
المصدر: العربي الجديد