صدر مؤخرا في المغرب كتاب بعنوان "رحلات الحج في الشعر الأمازيغي" للإعلامي محمد أعماري، وهو تعريب لقصائد من توقيع بعض عمالقة الشعر الأمازيغي بالقرن العشرين، في محاولة لتقريب معانيها للقارئ غير الأمازيغي، ومساهمة في تدوين وحفظ ذاكرة تراثية أمازيغية مهددة بالاندثار والنسيان.
واختار المؤلف لهذا الغرض خمس قصائد لكل من الحاج بلعيد، محمد بنيحيى أوتزناخت، محمد الدمسيري، المهدي بنمبارك، أحمد أمنتاك، وهم شعراء نظموا عن الحج، وأمتعوا وأبدعوا في وصف رحلاتهم إلى بيت الله الحرام على غرار ما هو معروف عن المغاربة عموما في مجال أدب الرحلات.
ويتوخى الكاتب من عمله هذا أيضا توثيق "قصائد فريدة ودرر شعرية لم تتكرر في الشعر الأمازيغي منذ عقود" مع الإشارة إلى أن الكتاب "ليس دراسة أدبية أو فنية أو تحليلية للشعر الأمازيغي، وليس ترجمة علمية وأكاديمية لهذا الشعر كما هو متعارف عليه في أدبيات وضوابط هذا النوع من الترجمة".
ويتضمن الكتاب -الصادر عن مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالعاصمة الرباط- نبذة تعريفية عن الشعراء الخمسة المنحدرين من منطقة سوس جنوب المملكة، وعرضا لمضامين قصائدهم وفق أربعة محاور: الشوق إلى الديار المقدسة، صعاب الطريق ومشقة الرحلة، المشاعر المقدسة والمناسك، زيارة المدينة المنورة.
وفي المقدمة، يشير المؤلف إلى أن الشعر الأمازيغي تناول أركان الإسلام، كما تصدى لشرح العبادات الإسلامية، ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية برؤية مستلهمة من الشريعة الإسلامية وتعاليمها، بل فيه قصائد تترجم بشكل واضح وأمين معاني نصوص قرآنية وأحاديث نبوية، وفيه قصائد تعيد رواية قصص القرآن، وتصور حياة الأنبياء والرسل والصالحين.
نقلا عن الجزيرة نت