يعدّ الموسيقي الليبي محمد حسن (1944 – 2017) الذي رحل اليوم في تونس بعد صراع طويل مع المرض، أحد أبرز الأسماء في بلاده الذي مزج التراث الشعبي في قوالب غربية، دون تغريبه، وانتشرت ألحانه عربياً حيث قدّمتها مطربات مثل وردة الجزائرية وسميرة سعيدة وغادة رجب ولطيفة وذكرى.
بدأ صاحب "بلادنا زين على زين" مشواره منذ ستينيات القرن الماضي حين انضم إلى فرقة الإذاعة الليبية، وتعلّم حينها أغاني المالوف والموشّحات الأندلسية، ثم التحق بكورال الموسيقي حسن عريبي (1933 – 2009)، وذاع صيته في بلدان المغرب العربي منذ تقديمه أغنية "يسلم عليك العقل ويقولك نبيك" في التسعينيات.
أدخل حسن آلة الربابة في العديد من أغانيه مثل "عاتب عليك وخاطري واجعني"، إلى جانب توظيفه تراث منطقته الخمس في الشرق الليبي التي يغلب فيها نمط البداوة، إضافة إلى عزفه على الأورغ والغيتار وآلات غربية ضمن تجريبه الدائم.
اشترك مع فنّانين ليبيين بتلحين وأداء أعمال مستمدة من ملاحم شعبية عديدة، منها "رِحلة نَغَم" في مطلع الثمانينات، وكذلك "النَّجع" و"رفاقة عُمْر" في التسعينيات، كما قام بتأليف أوبريت "شرق وغرب" في العقد الماضي، وشارك في الكثير من الحفلات في تونس والمغرب ومصر وبريطانيا.
وقدّم محمد حسن العديد من أغاني الأطفال، وعُرف بتقديمه العديد من الموسيقيين والمغنين في الساحة الفنّية الليبية والعربية. وكان مقرّباً من النظام السابق حيث ألّف العديد من الأغاني في تمجيده ولاقى بسببها انتقادات واسعة، ما ساهم في تهميشه في السنوات الأخيرة.
من أبرز أعماله: "كأنك تحب بلادك" و"أحلى ميعاد"، و"ارسم وقاوم"، و"اصحى صباحك زين"، و"الجود والجودة ولجواد"، و"الحلوة خشِّت خاطرنا"، و"الليل تقاصي"، و"حبيبي وتجرح فيّ"، و"دزيتلك مرسول"، و"دللتني وزهيتني"، و"لأنك حبيبي عودت عيني بيك"، و"ليش بطي مرسالك عني"، و"مطلوق سراحك يا طوير"، و"أنا عقلي دليلي".
المصدر: العربي الجديد