يعود، غداً، "يوم المترجم"، التظاهرة التي ينظمها سنوياً "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، وهي تتزامن مع تاريخ تأسيسه منذ 11 عام. وبين سنة وأخرى يعود فيها "يوم المترجم" لنا ان نتساءل ما الذي حقّقه هذا المشروع في هذه الفترة؟
تظل الإصدارات هي المقياس الأساسي في تقييم مردودية المركز، ويمكن الإشارة هنا إلى أن سنة 2017 سجّلت تجاوز الـ 3000 إصدار منذ بداية نشاطه، لكن هذا الرقم الإيجابي (كمياً على الأقل) يظلّ محجوباً بسبب عدم وجود منهجية اتصال جيدة، حيث تصل الصحافة من حين إلى آخر إعلانات عن صدور كتب جديدة، ولكن تظلّ غير مرتّبة وبعضها غير مرئي حتى في الموقع الإلكتروني للمؤسسة، كما أنه يصعب التماس سياسة نشر واضحة المعالم.
إشكالية ثانية تتمثّل في وصول هذه الكتب إلى العالم العربي، ففي ما عدا المعارض التي تشارك فيها مصر بشكل رسمي لا تصل كتب المركز إلى المدن العربية الأخرى، وكأن الترجمة موجّهة إلى الداخل المصري، في حين أن مشاريع الترجمة بصفة عامة باتت تحتاج إلى كثير من التنسيق في العالم العربي بسبب ما يخلقه تعدّد الترجمات وتذبذب الخيارات اللغوية في ترجمة المفاهيم والاصطلاحات من التباس على القارئ.
لكن أبرز ما لفت الانتباه إلى "المركز" هذا العام كان إصدارات سابقة له، فمع فوز الكاتب الياباني البريطاني كازو إيشيغورو بنوبل الآداب 2017 وجد القارئ العربي أن أغلب مؤلفاته وصلت إلى العربي من خلال "المركز" مثل "بقايا الأيام" و"من لا عزاء لهم" و"عندما كنا يتامي" و"فنان من العالم الطليق" أي أربعة أعمال من مجمل سبعة أعمال أصدرها إيشيغورو.
أما برنامج تظاهرة "يوم المترجم" هذا العام، فهو ينتظم في "قاعة طه حسين" في مقر "المركز" ويتضمّن تكريميْن للمترجم الفلسطيني صالح علماني والمترجمة المصرية سحر توفيق، فيما يلقي محمد حمدي إبراهيم "كلمة المترجمين" هذه السنة.
الندوة الرئيسية للتظاهرة بعنوان "ترجمة النصوص المقدّسة"، وتنطلق بداية من الثانية والنصف ظهراً بمحاضرات لـ أحمد هويدي ونهى عبد المجيد وعيد صلاح، فيما يدير النقاش أسامة نبيل.
المصدر: العربي الجديد