توافق رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرين عيسى قراقع، ووزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج، على أن يتم التنسيق، لتنظيم معرض لأدب وإصدارات الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر المقبلة في المغرب، وذلك لتسليط الضوء على هذا الأرشيف النضالي التاريخي لمن ضحوا بأجمل سنوات حياتهم فداء للوطن، بحيث سينظم ضمن فعاليات اختيار مدينة وجدة المغربية عاصمة للثقافة العربية للعام 2018.
والتقى قراقع بالأعرج، في مدينة الرباط ضمن سلسلة اللقاءات والفعاليات التي تشارك بها هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المغرب، بتنظيم من مجموعة العمل الوطني من اجل فلسطين، في ظل مئوية وعد بلفور المشؤوم وقرار ترامب الباطل بشأن القدس وما يتعرض له الأسرى من انتهاكات خطيرة من قبل السلطات الاسرائيلية في السجون.
وحيا قراقع والوفد المرافق في بداية اللقاء، المغرب ملكا وحكومة وشعبا، ونقلوا لهم تحيات الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، وتحيات القدس الجريحه الصامده، وتحيات 7000 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الظلم الإسرئيلية".
وقال قراقع خلال اللقاء، " انه ورغم كل ما يعانيه الأسرى من إجراءات تعسفية وانتهاكات يومية بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إلا أنهم لم يستسلموا لهذا الواقع المرير بل قاوموا بكل قواهم واستطاعوا أن يسجلوا انتصارات متعددة على السجان وفى أكثر من صعيد، حيث صنعوا من المحنة أملاً، وحولوا ظلمات السجن إلى معاهد وجامعات تخرج المثقفين والمتعلمين وأصحاب الشهادات العليا، والأدباء والشعراء".
وأضاف قراقع، أن فكر وأدب السجون فرض نفسه كظاهرة أدبيّة في الأرشيف النضالي الفلسطينيّ الحديث، أفرزتها خصوصيّة الوضع الفلسطينيّ، مع التّذكير أنّها بدأت قبل احتلال حزيران 1967، فالشّعراء الفلسطينيّون الكبار محمود درويش وسميح القاسم وغيرهم تعرّضوا للاعتقال وكتبوا اجمل ما لديهم داخل الزنازين".
من جانبه قال الأعرج، أن المغرب بكافة مكوناته على أتم الإستعداد والجاهزية، لاستقبال وتنفيذ كل ما من شأنه أن يدعم القضية الفلسطينية، ويقف في وجه العنجهية الإسرائيلية تجاه قضيتنا الأم، ونسخر ما لدينا من إمكانيات للتعريف بهم الأسير الفلسطيني وايصال صوته الى كل دول العالم.
وفي سياق متصل، التقى قراقع والوفد المرافق بشكل منفصل، بممثلي كل من حزب التجمع الوطني للأحرار وقيادات أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، ومع قيادة جماعة العدل والاحسان وقيادة حزب البديل الحضاري، وأطلعهم على الأوضاع الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والأسرى في سجون الاحتلال.
وبين قراقع للأحزاب، أن إسرائيل تتعامل مع نفسها بأنها فوق كل القوانين الدولية والاعتبارات الإنسانية، وأن الإدارة الأمريكية شريكة معها بكل خطواتها، لتعمق جراح الضحية وتدعم ارهاب الجلاد الإسرائيلي.
من جانبها أكدت الأحزاب، على أن القضية الفلسطينية وقضية المعتقلين هي قضية لا جدال عليها، فهي تجري في عروق الشعب المغربي مجرى الدم، وأن جميع الأحزاب والأطر تقف الى جانب الشعب الفلسطيني ودائما حاضرة لتقديم وتسخير كل الإمكانيات لتعزيز صمود الفلسطينيين حتى التحرر والاستقلال.