بعد أن جرى الإعلان الصيف الماضي على أن الشهر الأخير من 2017، سيتمّ فيه افتتاح مكتبة في الدائرة العشرين من باريس، باسم الروائية الجزائرية آسيا جبار (1936 – 2015)، مرّت نهاية السنة دون أن يتحقّق ذلك.
لم يجر تقديم توضيحات عن أسباب هذا التأخر، فيما انشغل الجميع باحتفالات أعياد نهاية السنة، قبل أن تعود بلدية الدائرة العشرين إلى إعلان موعد جديد: التاسع من الشهر الجاري، وهو موعد يبدو أكثر جدية حيث جرى معه إطلاق موقع للمكتبة الجديد، فيما كان إعلان الصيف مجرّد تغريدة في وسائل التواصل الاجتماعي من مسؤول ثقافي.
كثيراً ما اعتُبرت جبّار لحظة اعتراف فرنسي بالمكوّن الجزائري في الثقافة الفرنسية، خصوصاً كونها كانت عضواً في "الأكاديمية الفرنسية"، ويمثّل تسمية مكتبة في وسط باريس باسمها اعترافاً ثانياً يبدو هذه المرة لشخصها أكثر من كونه للثقافة التي أتت منها، لتنضاف إلى أسماء معظمها فرنسية الأصل تسمى بها مكتبات في كل مدن فرنسا مثل جول فيرن وألبير كامو وأناتول فرانس.
من زاوية نظر ثانية، فإن إطلاق اسم شخصية معروفة على مكتبة يساهم عادة في بعث حركية حولها، وهو ما يأمل المشرفون على المكتبة التي عُرفت في السابق باسم الشارع الذي توجد فيه. لكن اختيار جبّار بالذات يأتي ضمن سياسات ثقافية فرنسية ظهرت في السنوات الأخيرة تتعلّق بإدماج ذوي الأصول العربية في الدورة الثقافية الفرنسية.
تضمّ المكتبة بوضعها الحالي 34 ألف عنوان، معظمها تتوزّع على الروايات بمختلف أجناسها، وفي مستوى ثان لكتب الناشئة والأطفال، وبهكذا محتويات تعدّ من "مكتبات القرب"، أي تلك التي تكون ضمن الحياة اليومية للمواطنين، وليس مكتبة متخصّصة.
المصدر: العربي الجديد