لا يخلو بلد في العالم من وجود متاحف، مهما كان حجمها وقيمة وطبيعة مقتنياتها، وهذا يعني أن المتحف كمفهوم ثقافي عالمي نجا خلال القرن العشرين واستمر، وبدأ يُنظر إلى دوره على نحو أكثر اشتباكاً مع محيطه الاجتماعي.
رغم ذلك، لن يكون بعيداً عن الصحة القول بأن متاحف العالم العربي عموماً، لا تتمتع بعلاقة جيدة مع سكان المدينة التي تقام فيها هذه المتاحف، وهي غالباً لا تستقطب منهم سوى فئة محدّدة من الباحثين والمهتمين بالتراث والفن أو تستضيف بعض الرحلات الطلابية التعليمية.
في هذا السياق، تنطلق مبادرات مختلفة تشجيعية تدعو الناس إلى التواصل مع هذه المؤسسات الثقافية، التي لا بد أن تلعب دوراً في التنمية الثقافية والاجتماعية.
أمس، أعلنت "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية" في تونس، فتح أبواب المتاحف والمواقع التاريخية والمعالم الأثرية مجاناً، طيلة يوم الأحد، السابع من الشهر الجاري، وستتواصل المبادرة بحيث تكون زيارة هذه الأماكن مجانية يوم الأحد الأول من كل شهر طوال العام.
المبادرة التي تتضمن 35 مكاناً، تأتي بعد فترة عرفت تخوّفاً من قبل السائح والمقيم من زيارة الأماكن الثقافية العامة، التي باتت في السنوات الأخيرة من المواقع المعرضة لأعمال الإرهاب والجرائم والتفجيرات، مثال على ذلك الهجوم على متحف "باردو" الذي وقع في 2015، وتسبب في مقتل 22 ضحية.
قائمة المواقع والمتاحف المتاحة للزوار تتضمن "باردو"، إلى جانب متحف قرطاج، وحمامات أنطونيوس والمنازل الرومانية والملعب والمسرح الروماني بقرطاج، وفسقية الأغالبة وجامع عقبة بن نافع ومقام سيدي الصحبي في القيروان.
من الأماكن التي يمكن دخولها أيضاً ضمن هذه المبادرة: متحف وقصر الجم في ولاية المهدية، ومتحف سوسة الأثري، ومتحف الحبيب بورقيبة في قصر صقانس، ورباط المنستير، وموقع أوذنة الأثري في ولاية بن عروس، ومتحف كركوان الأثري، وبرج الحمامات، ومتحف نابل.
المصدر: العربي الجديد