منذ عام 1994، يقام معرض "المغرب للكتب" في باريس، والذي جمع طيلة هذه السنوات كتباً صدرت في المغرب العربي وفرنسا، ليكشف عن طبيعة أبرز الإصدارات التي تهم القارئ العربي والفرنسي في الجغرافيتين، لا سيما وأن فرنسا تعرف ملايين المهاجرين العرب وبخاصة من شمال أفريقيا.
وعادة ما يضم المعرض ما بين 5000 إلى 6000 عنوان في الأدب والتاريخ والسياسة والراهن اليومي في المغرب العربي. كذلك يفرد المعرض مجموعة من الكتب التي تتحدث عن واقع المغاربيين في المهجر الفرنسي.
هذا العام ينطلق معرض "مغرب - مشرق للكتب"، في الثاني من شباط/ فبراير، بتنظيم جمعية "كوب دو سوليّ" التي تقيم التظاهرة السابقة في الأساس، وقد توسعت لأول مرة هذا العام لينضاف إلى دور النشر التونسية والمغربية والجزائرية، المشاركة الموريتانية والليبية، إلى جانب دور من مصر وسورية ولبنان والعراق وإيران.
بهذا يكون المعرض قد تحوّل تقريباً إلى صالون للكتاب العربي في باريس، ورغم أنه من التظاهرات القليلة من نوعه في أوروبا، إلا أن وقته ضيق جداً ويقتصر على ثلاثة أيام فقط.
يتضمن المعرض، خمس فئات من الأنشطة؛ في الأولى مشاركة المكتبات والتي تعرض عدة إصدارات من دور نشر فرنسية وأجنبية، إلى جانب دوريات وقصص مصوّرة من البلاد المشاركة.
أما الثانية فهي حفلات التوقيع، ويحضر فيها 140 كاتباً من بينهم اللبنانيين الكاتب والباحث جلبير الأشقر والروائية إيمان حميدان، والجزائريين الروائي كمال داود والروائية كوثر أديمي، ومن المغرب رشيد بن زين وماحي بينبين وإدريس كسيكس، والتركي نديم كورسل. بالطبع تقدم التظاهرة أسماء جديدة، ولا شك أنها تحتفي بالأسماء التي تروج لها دائرة الإعلام الفرنسية باستمرار بوصفها نموذج الاندماج في المجتمع الفرنسي.
في جانب آخر من المعرض، ثمة برنامج من الندوات واللقاءات والقراءات، تتعدد ثيماتها بين "العيش في ظل الإمبراطورية العثمانية"، و"المنفى والمهاجرون والشتات"، و"التطور الاجتماعي في تونس" و"40 عاماً من سياسة المدينة" و"ظهور المؤلفين المغاربة في دور النشر الفرنسية"، وهذا المحور الأخير من القضايا التي تستحق التوسع فيها لتشمل حضور الكاتب العربي في هذه الدور، من حيث نوع الكتب التي تختار ترجمتها ونقلها، وتلك التي ترفضها أو لا تلتفت إليها، إلى جانب الأسئلة الأساسية حول طبيعة قارئ الكاتب العربي في فرنسا.
تخصّص التظاهرة أيضاً مساحة للفن، حيث معارض للرسومات واللوحات والفوتوغرافيا ومقاهٍ مفتوحة للقاء الكتّاب. وفي جانب النشاطات الخارجية ثمة فعاليات مخصصة للتجوال في باريس وزيارة المكتبات.
المصدر: العربي الجديد