نابلس من عطاء جلاد
في داخل أزقة مخيم بلاطة تجد الجميع مترابط, حتى الجدران تعانق بعضها البعض, فحين تخطوا داخل هذا المخيم تقرأ التاريخ على جدرانه, ف هنا استشهد شاب وهناك أصيب آخر وهذا البيت فيه أسير, فظروف اللاجئين الفلسطينيين القانطين في المخيم المقام هنا يزداد تعقيدًا وصعوبة يومًا بعد يوم.
هذه الوضعية العامة في المخيم فرضت وجود مراكز ومؤسسات ولجان مؤهلة للدفاع عن الحقوق السياسية والوطنية, وقادرة على خلق وتنفيذ برامج ومشاريع لمجتمع المخيم باعتباره الأكثر تهميشاً وحاجةً داخل المجتمع الفلسطيني.
مركز يافا الثقافي مؤسسة ثقافية غير ربحية، تعنى بنشر ثقافة العودة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين, أسسته لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين عام 1996 كذراع ثقافي ومنبر فكري لها، بهدف رفع مستوى الوعي الثقافي والفكري والحضاري للإنسان الفلسطيني, وتنمية قدراته ومهاراته والتزامه بقضيته الوطنية وحقوقه التاريخية والسياسية في فلسطين, ويسعى لبناء جيل جديد مؤمن بمفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بهدف الوصول بالإنسان الفلسطيني إلى درجة يستطيع من خلالها تحديد ملامح شخصيته المستقبلية المستقلة، وتطوير قدراته وأدائه وإنجازاته والخروج من الآثار السلبية الناتجة عن ممارسات الاحتلال.
ويقول تيسير نصر الله رئيس مجلس إدارة مركز يافا الثقافي إن الفكرة الأساسية التي راودت المؤسسين هي العمل على تحصين الأطفال والشباب وطنياً، وبعث روح وثقافة العودة في نفوسهم، واحتضانهم من خلال إيجاد برامج وأنشطة وفعاليات قادرة على دمج الأطفال والشباب في حركة ثقافية فاعلة ومتفاعلة مع الواقع داخل المخيمات، وكذلك التفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي تحدث خارج المخيمات.
وعبّر تيسير عن فخر المركز بأنه استطاع مع شركائه تشكيل رافعة حقيقية لتنمية الوعي الوطني، ولبناء جيل مؤمن بمفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال التثقيف المدني والمجتمعي والحفاظ على التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي وتعزيز العمل التطوعي والاجتماعي وروح المبادرة.
ونوه إلى أن المركز عمل بروح الفريق الواحد وسعى لنسج علاقات متكافئة مع مؤسسات المجتمع المحلي والانخراط في ائتلافات معها والتعاون في تطبيق البرامج المشتركة للعمل على رفع مستوى الوعي الوطني والثقافي والفكري والحضاري للإنسان الفلسطيني وتنمية قدراته ومهاراته والتزامه بقضيته الوطنية وحقوقه التاريخية والسياسية في فلسطين.
كما عمل على إرساء مفاهيم المجتمع المدني على أساس احترام حرية الرأي والفكر والتعبير والتداول السلمي للسلطة، وضمان السلم الأهلي، وتكريس لغة الحوار كوسيلة لحل الخلافات الداخلية، والعمل على ضمان سيادة القانون والحريات العامة وحقوق الإنسان، كما سعى إلى توثيق العلاقات مع المؤسسات الدولية التي تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وتساهم بدعم صموده.
ويسعى مركز يافا الثقافي إلى تنفيذ مجموعة من المشاريع المستقبلية من أجل تنمية وتطوير واقع الفئات المستهدفة في المجتمع الفلسطيني.