قال إن الضحك في ساعات التراجيديا هو أحد أشكال التعبير العميق عن الألم والسخرية منه، وأن هذه السخرية ليست إلا طريقة لاحتمال الواقع وتفكيكه.
ربما يكون الحال هكذا في المسرحية الكوميدية "الشلاق" (كلمة بالعامية الليبية تعني القطيع) التي تقدمها "فرقة شباب مسرح درنة" حالياً على خشبة مسرح المدينة، التي عاشت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حصاراً قطع عن أهلها إمدادات المحروقات والأدوية والمواد الغذائية وعرفت أوضاعاً إنسانية قاسية، ويبدو أن شبابها يبحثون عن ملاذ لهم في الفن الرابع، حيث أن نشاط المسرح في المدينة يحاول الاستمرار في أعقد الظروف وأكثرها تقشفاً.
فليس خافياً أن حالة المسرح الليبي قد تردت في الأعوام الستة الأخيرة، من حيث غياب الدعم، وإغلاق المسارح، وعدم وجود نصوص قوية وهجرة الفنانين.
يلجأ كاتب "الشلاق"، المسرحي الليبي فتحي القابسي، إلى حيلة أدبية قديمة عرفها الأدب منذ "كليلة ودمنة" ومروراً بالحكايات الشعبية وقصص الأطفال، وليس انتهاء بالعمل الشهير "مزرعة الحيوانات" للإنكليزي جورج أورويل، وهي حيلة حيث يلجأ من خلالها الكاتب إلى استخدام الحيوانات كشخصيات آدمية، لأهداف وغايات مختلفة من بينها الابتعاد عن تمثيلات أي شخصية من الواقع المباشر، أو لتخطي الرقابة، أو للسخرية والفكاهة.
والمسرحية التي ألفها القابسي، تقترب في فكرتها من فكرة "مزرعة الحيوانات"، حيث الشخصيات هم قطيع من الأغنام يقومون بانقلاب على الراعي، وبعد موت هذا الراعي لا تتمكن الأغنام من التغلب على الذئاب والحيوانات الضارية.
يقول القابسي "إن أساس فشل الشخصيات "الأغنام" هي عدم قدرتها على اختيار من يقود القطيع، وتتطور الأحداث مع دخول أغنام غريبة للقطيع، لينتهي العمل بقتل القطيع كله".
يخرج العمل المسرحي رمضان الطيرة ويتكوّن من خمسة فصول، ويلعب الأدوار فيها كل من نسرت الباح ومحمد الهنيد وعون الحاسي وعماد الشلوي وسراج الشاعري وعبدالوهاب الهادي وصالح الطيري.
المصدر: العربي الجديد