الرئيسية / الأخبار / فلسطين
استطلاع رأي: شُح الوظائف لدى طلبة الاعلام تودي بهم الى البطالة
تاريخ النشر: الخميس 08/02/2018 12:40
استطلاع رأي: شُح الوظائف لدى طلبة الاعلام تودي بهم الى البطالة
استطلاع رأي: شُح الوظائف لدى طلبة الاعلام تودي بهم الى البطالة

نابلس من حسن برهم/اصداء
يغادر طلبة الجامعة مقاعد الدراسة متفائلين في الحصول على عمل يراود كل الشباب, ولكن قد يعترضهم بعض العواقب التي من شأنها أن تعرقل مسيرتهم نحوها، ما يترك آثاراً نفسية تختلف نسبتها من شخص إلى آخر، ما يجعل بعضهم يقع فريسة للاكتئاب، بخاصة الذين اعتادوا على النشاط في حياتهم، ولكن بعض النماذج يتحول تعثرهم إلى إرادة قوية للاستمرار في البحث عن وظيفة ويتجهون نحو العمل التطوعي لمساعدة للآخرين.
وكلمة الخبرة لها مدلولات كبيرة، فالطالب الذي تخرج حديثاً مندفع للدخول في سوق العمل من أين له أن يأتي بشهادات الخبرة التي يطلبها أصحاب العمل والشركات، لذا فإنه يضطر إلى انتظار فرصة لا تشتمل على طلب هذا الشرط، أو يعمل على صقل مهاراته بالدورات التدريبية التي تأخذ وقتاً طويلاً، وتحتاج إلى نفقات مادية كبيرة، كما يلجأ البعض إلى الدراسات العليا التي تتطلب تكاليف مادية أيضاً من أجل أن يصبح في النهاية ممن لديهم القدرة الكافية على الالتحاق بعمل ما.
ما سبب عدم مقدرة خريجي كليات الاعلام في الجامعات بالحصول على وظيفة ؟ لماذا يشترط طلب الخبرة لتوظيف طلبة الاعلام في الوسائل الاعلامية ؟ ما سبب وجود الوساطة في العمل الاعلامي في الاونه الاخيرة؟, من هنا كانت البداية في استطلاعنا الصحفي هذا, حيث وضعنا هذه الاسئلة لعدد من الخبراء والمدرسين وطلبة خريجي في مجال الاعلام.
___
يوضح المحاضر في جامعة النجاح الاستاذ ايمن المصري: إن السبب يعود الى قلة الكفاءة الموجودة عند معظم الطلبة, وعدم قدرتهم في مجاراة ما يتطلبة السوق الاعلامي, بمعنى ان الطلبة حديثي التخرج يجب ان يوجد لديهم العديد من المهارات وأهمها اللغة الانجليزية فهي مفقودة جداً بين طلبة الصحافة والاعلام, والقدرة على التعبير في اللغة العربية, ويجب على الطلبة الدخول الى الميدان أثناء الدراسة وإنشاء علاقات اجتماعية وشخصية, وإن غياب هذه المهارات يؤدي الى غياب الوظيفة.

تحدث المحاضر في جامعة النجاح الاستاذ ابراهيم العكه قائلاً, " إن التزايد في تخرج افواج طلبة الاعلام هي المشكلة الاساسية بعدم قدرة الطلبة في إيجاد وظيفة ملائمة, والسبب الثاني يعود الى ان معظم الاشخاص الذين يعملون في الاعلام هم ليسوا اعلاميين في الاصل, وهذه الاسباب تؤثر على انخراط الخريجين في مجال الاعلام وفي سوق العمل ويوثر على حصولهم على وظائف اعلامية في مجال تخصصهم الدراسي."

مضيفاً, " يمكن حل هذه المشكلة من خلال الطلب من المؤسسات الاعلامية ان توظف حملة شهادات الاعلام, لان المتخصص في مجال الاعلام لديهم قدرة اساسية في الادارة والتحرير وصياغة الاخبار, ويوجد لديهم خلفية كبيرة عن هذه الاشياء على عكس الاشخاص الذين يتوظفون في مجال الاعلام وهم لا يحملون شهادات تتعلق في هذا المجال, وان غربلة المعلومات بالشكل الصحيح هذا سيؤثر على صياغة الفن الصحفي بشكل جيد وتقديمه للجمهور الذي يتأثر بذلك الفن, وعلى الاعلامي ان يكون متخصصاً في الصحافة مثلاً بالصحافة الاقتصادية أو السياسية او الرياضية, وموضوع التوظيف هو موضوع شائك ومقعد ويجب على المؤسسات الاعلامية ان تقوم بتوظيف حاملين شهادات الاعلام فقط لما لديهم من علم تام وكامل في هذا المجال."

وفي نفس السياق يرى المحاضر في كلية الاعلام الدكتور فريد ابو ظهير أن فرص العمل في مجال الاعلام والصحافة في فلسطين محصورة ومحدودة الى حد كبير لاسباب, منها أن الاعلام في تراجع للتطورات المتسارعة في وسائل التواصل الاجتماعي ولكن المشكلة في تمويل المؤسسات الاعلامية التي تعتمد في غالبها على الحكومات والاحزاب وجزء قليل منها يعتمد على الاعلانات بشكل بسيط وتمويل شركات المؤسسات وهذا الكلام يؤثر على القدرة الاستيعابية لخريجي الاعلام بسبب عدد الخريجين الهائل والضخم في الجامعات المختلفة بالضفة الغربية، ومن ناحية أخرى السوق لا يستوعب هذه الاعداد لكن يوجد جانب مهم جدا يجب اخذه بعين بالاعتبار وهو قدرة الخريجين في اهتمامهم بتطوير انفسهم في مجال الاعلام, فالاعلاميين الذين يجتهدون ويبذلون جهد من السهل حصولهم على وظيفة على العكس من الطلاب الذين لا يجتهدون ولا يتوظفون ومن هنا لا نتفاجئ عندما نرى طالب كان مجتهد توظف.

اما خريجة كلية الاعلام من جامعة النجاح الطالبة راية عبّرت عن مفاجئتها بهذا السؤال الذي وجه إليها لعدم إكتراث الواقع لمثل هذه الامور وتفاقمها بشكل كبير, "تخرجت من كلية الاعلام قبل ثلاث سنوات ولم اتوظف حتى الان مع العلم ان معدلي الجامعي تقديره ممتاز لكن للاسف لم أحصل على الدورات الكافية في مجال الاعلام وهذا ما جعلني ان أفقد الامل في التوظيف بمجال شهادتي وانا الان اعمل بمحل ملابس وهذا الامر سيء جدا ومحبط للغاية."

وترى راية أن بعض مؤسسي المؤسسات الإعلامية والقائمين عليها ليسوا من المختصين أو الدارسين للمجال الاعلامي والأغلب أنهم من محبي المجال أو مجرد مستثمرين، وقد تكون هذه الفئات لها مناصب ووظائف أخرى لها علاقة بتخصصهم الجامعي، أي أنهم يشغلون وظيفتين في آن واحد، وهذا الأمر قد يؤثر سلبًا على المخرجات الإعلامية لعدم توفر شواغر لهم..
وعن مجال التوظيف تقول الطالبة سمية , " من وجهة نظري ان الاختلاف الكبير بين سياسية الجامعة والميدان يولد تعارض في مجال التوظيف, فمن الممكن ان يصاب الخريج بالاكتئاب بسبب العدد الكبير من العاطلين عن العمل في المجال الاعلامي.

مضيفتاً, " أن هناك فجوة بين المؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية نتج عنها حالة من عدم الثقة بالمخرجات الجديدة، لذا لابد من تدريب الطلاب تدريب عملي قبل تخرجهم ليكونوا على قدر المسؤولية."

وفي ذات السياق تعبر الطالبة رضية قائلة, " تخرجت من كلية الاعلام منذ سنتان وانا الى الان ابحث عن وظيفة ولم أجد في مجال تخصصي, وأشعر ان التوظيف في مجال الاعلام أصبح يعتمد على المظهر الخارجي والشكل بالدرجة الاولى قبل النظر الى الثقافة العلمية والشهادة التي يحملها الخريج, وكثرة عدد الطلبة الذين يدخلون تخصص الاعلام دون مقابلات يزيد من عدد الخريجين الغير مؤهلين للعمل في مجال الاعلام وهذا السبب يؤدي الى هجرة الشباب للحصول على فرص عمل خارج الوطن.

تحدثت الطالبة اية خريجة كلية الاعلام من جامعة النجاح قائلة, "أعتقد أن السبب أولا هو عدم التنسيق بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية لاستقبال خرجين مستعدين للعمل الاعلامي، ذلك أن كليات الإعلام تعتمد بشكل كبير على المناهج الدراسية النظرية، مما يجعل المؤسسات الإعلامية تتوجس من إعطاء الخرجين الجدد فرصتهم في العمل، متعللة بقلة خبرتهم."

اما المحاضرة في كلية الاعلام بجامعة النجاح الاستاذة يافا عاطف عبرت قائلة," فعليا لا انكر أن عدد الوظائف الاعلامية قليلة مقارنة مع اعدادهم بحيث ان هناك مؤسسات محصورة بالجانب الاعلامي لكن يقع على الطالب مسؤولية ايضاً, لان الطالب خلال الاربع سنوات دراسة فعليه يجب ان يتواجد خلالهم في المؤسسات الاعلامية سواء كان بالتطوع او نوع من التدريب, فهذه الناحية تحفز المسؤولين على اختياره للتوظيف بسبب الخبرة الكبيرة لديه."

يرى سكرتير كلية الاعلام في جامعة النجاح الاستاذ حسين عامر بخصوص قلة عدد المتوظفين من طلبة الاعلام وإزديادهم مقارنة بقلة عدد المؤسسات الاعلامية وفرص العمل القليلة بالنسبة لبعض المؤسسات ان الواسطة هي العامل الاساسي فيها من خلال ان يكون المتوظف قريب للمؤسسة او لدى معرفة بأحد العاملين الكبار بها, ومن الممكن ان الذي وصى عليه كفؤ وجدير بهذه الوظيفة.

وفي ذات السياق توضح المحاضرة في جامعة النجاح الاستاذة منى هواش أن سوق العمل محدود وللاسف هذا المجال ازدادت فيه كمية البطالة, فاصبح الاعلام تقليدي وفي كل فترة تدخل عليه تكنولوجيا جديدة واتصال رقمي وبالتالي على الطالب ان ينتقي اللغة للاعلام فالطالب ممكن ان يعمل بالاجهزة الذكية والاعلام الرقمي,ومن الممكن ان تساعده في مجال عمله بشرط ان يتقنها بشكل مناسب وبهذه الحالة ممكن ان يخلق لنفسه فرصة عمل لكي لا ينتظر فرصة كباقي الخريجين.

ويسعى الطالب في كلية الاعلام حمزة شتية في الحصول على تتناسب مع مجال دراسته ومستقبلة, ويضيف ان ظروف المجتمع الفلسطيني بشكل عام لا تستوعب هذا العدد الهائل من خريجي تخصص العلاقات العامة ومن الصعب ان تقبل المؤسسة الاعلامية بهذا العدد الهائل داخل عملها المهني.

اما الطالب في كلية الاعلام من جامعة النجاح مهند عساف تخرج من العام الماضي من جامعته وقدم على كثيرمن الوظائف في مجال تخصصه لكن للاسف لاحظ وجود الكثير من الواسطة المحسوبية في بعض المؤسسات الاعلامية, والتي لا تبحث عن الكفاءة الشخصية للطالب الاعلامي بل تقبل بالواسطة بكل وضوح.

وختتم الطالب عمر بكر خريج جامعة النجاح الوطنية من كلية الاعلام, "تخرجت من كلية الاعلام منذ سنة لكن الثغرة الموجودة هي عدم وجود مساقات في التخصص توضح كيفية التعامل مع الطرف الاخر, فعند حضور الندورات والورشات الاعلامية لا اجد طالب يوجه اسئلة مناسبة تراعي مدى فهمه للاعلام ولتخصصه لذلك اصبح لدى الجميع ضعف من ناحية السؤال والاستيعاب في الفهم.

لم يتوقف حلم الطلبة الذين سعوا منذ أن كان كانوا على مقاعد الدراسة في العمل لدى مدى مؤسسة كبيرة تفتح الآفاق لهم للابداع والتعبير عن الطاقات الذين يعتزون بها, حيث يمكن للموظف الذي لا يحمل شهادات الخبرة ان يتعلم قواعد العمل لدى أي شركة أو مؤسسة بشكل أفضل من موظف يحمل خبرات لا تتوافق مع الخطة التي تسير عليها جهة العمل التي سوف يعمل بها.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017