كتبت: أسيل حنني
تحرير: تسنيم ياسين
سهول خضراء وجبال تتمايل بخضرتها، إنها فلسطين بسهولها وجبالها ووديانها وأنهارها وبحارها وأعشابها الملونة بكل ألوان الطيف، تبرز لوحة فنية ربانية رائعة، تثير الدهشة في أفئدة وعيون الزائرين، تتباهى الأرض بما ينبت عليها من أعشاب.
تشتهر فلسطين بالأعشاب الطبية كما تشتهر بتراثها، ومن أشهر هذه الأعشاب (عشبة رجل الحمام) وهي عشبة تمتاز بأنها نبتة صغيرة، يغطي اللون الأرجواني كافة أجزائها خصوصاً السيقان، ذات رائحة عطرة جميلة، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى شكلها المميز الذي يشبه رجل الحمامة.
لها عدة فوائد، فهي تستخدم لعلاج مشاكل الكلى، وأيضا كمقوٍّ يمتاز بعدم ترسيبه لأملاح الحديد لخلوه من المواد المرسبة للحديد، بجانب أنها خافض للحرارة وغيرها من الأمراض.
ويقول المختص بشؤون الأعشاب باسم عبد الفتاح بريك: إن هذه العشبة من بلادنا ولها مسميات أخرى تختلف من بلد لآخر منها (المليسة أو الماسة أو القطنية) وهي عشبه برية تنمو في الجبال والسهول، ويكون أغلبية استعمالاتها للحصى الموجودة بالكلى، حيث يؤخذ كأس واحد مرة باليوم.
بالإضافة لاستخدمها لعلاجات أخرى غير الحصى والرمل الموجود بالكلى، فهي تستعمل أيضاً مع خليط من النباتات للصدر والقحة، أو مشروب عطري مع الشاي يعطي نكهة طيبة.
ويضيف عبد الفتاح: يتم قطف هذه العشبة في شهر نيسان ومن ثم تجفيفها في مكان لم يتعرض لأشعة الشمس، حتى تترسب المادة الزيتية فيها وتجفف ومن ثم يغلى الماء على درجة حرارة معينة ويتم تخميرها بالماء دون غلي حتى تحافظ على المادة الفعالة الموجودة فيها.
بشار بريك البالغ 27 سنة ويعمل في مطحنة بريك يقول: تعمل هذه العشبة على الحماية من الإصابة بفقر الدم الحاد الذي يصيب كثير من النساء، فهي تساعد وتحفز على إنتاج خلايا وكريات الدم الحمراء وأيضا تقضي على الزكام المزمن والرشح والأنفلونزا الشديدة.
ويشير بريك: تفيد في علاج الكثير من الأمراض الجلدية التي تصيب البشرة مثل الأكزما وغيرها، كما أنها تقوي مناعة الجسم ضد الإصابة بكثير من الأمراض وتعطي الجسم النشاط والحيوية عند الإصابة بالأمراض خصوصاً في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أنها تستعمل خافض حرارة مميز خصوصا عند الأطفال.
وتمتاز هذه العشبة بسهولة قطفها وسرعة جفافها، لأنها لا تصلح للاستعمال إلا بعد تمام عملية الجفاف في بعض الأحيان، وهذا يتحدد حسب نوع الحالة، وأيضا في كثير من الحالات يجب استعمالها وهي خضراء وهي تتواجد بكميات كبيرة في الجبال والبراري والسهول وتوافرها أيضا في محلات العطارة.
وتقول الحاجة أم أحمد إحدى سكان البلدة القديمة في نابلس أنها كانت تأكلها منذ صغرها إلى الآن وتستعملها لعلاج حصى الكلى الذي كانت قد أصيبت به وتمكنت من الشفاء بسبب استعمالها المستمر لها، وتشير إلى أن طعمها يشبه ماء الشعير مر المذاق.
وينوه عدد من التجار إلى تناقص الإقبال عليها مما أدى انخفاض سعر ربع الكيلو من 40 شيكلا إلى النصف.
يقول المواطن أبو عماد أحد سكان مدينة نابلس عند سؤاله عن عشبة رجل الحمام "يا الله يا بنتي قديش رجعتيني بالزمن لورا 60 سنة، أيام ما كنا أطفال كنا نطلع على الجبل نلقطها وناكلها" ويضيف: أنا لم أستعمل هذه العشبة للعلاج من مرض ما ولكن كل ما أعرفه عنها أنها مفيدة كثيراً لأمراض الحصى والكلى.