تحت عنوان "إعادة البناء المديني للمساحة في العصر المملوكي" تحاضر الباحثة هويدا الحارثي عند السابعة من مساء الغد في جمعية "أشكال ألوان" في بيروت.
تتناول أستاذة العمارة الإسلامية في "الجامعة الأميركية" كيفية تخطيط العمارة في عهد المماليك، ليس وفقاً للتحليل الرسمي والشكلي لنظام التخطيط الهندسي، إنما بحسب منظور عالم الاجتماع والمخطّط الحضري الفرنسي الماركسي هنري لوفيفر (1901-1991).
يقوم تحليل الحارثي على أن العمارة المملوكية "منتج" تطوّر مع الوقت، وليس "عملاً" ابتكر في لحظة بعينها أو فكرة بحدّ ذاتها، مستلهمة مقولة لوفيفر التي يرى فيها أن كلّ مجتمع ينتج مساحته والتي تتأسّس على فضاء ومساحة الحقبة التي سبقته.
المكان المملوكي وفقاً للباحثة هو محيط حضري اجتماعي يقف ليس بوصفه كياناً شكلياً مستقلاً، بل باعتباره منتجاً ديناميكياً متغيّراً يعيد إنتاج نفسه باستمرار من خلال الأفعال الفردية والجمعية معاً.
تركّز الحارثي على إنتاج مكان "بين القصرين" بصفته قلب القاهرة القروسطية، وتتبّع العملية التي من خلالها يتغيّر المكان الحضري المملوكي وتأخذ نموذجاً على ذلك مجمع الناصر قلاوون، والتغيّرات التي لحقت به على مرّ العقود وإعادة تعريفه من ناحية الوظيفة والمكانة.
تطبّق الباحثة في ورقتها الثالوث المفاهيمي لـ لوفيفر في تحليله: "الممارسة المكانية"، و"تمثيل الفضاء"، و"الفضاء التمثيلي" باعتبارها العوامل المحدّدة والحاسمة في العلاقة الجدلية التي تحكم عملية إنتاج الفضاء المكاني.
الباحثة المتخصّصة في العمارة والفن الإسلامي في العصر المملوكي والنماذج النظرية والتأويلية له، تستخدم النماذج ما بعد البنيوية كأدوات لتحليل الإنتاج المعماري وتخطيط المساحات الحضرية.
المصدر: العربي الجديد