الرئيسية / مقالات
التطبيع الثقافي... خيانة وجريمة
تاريخ النشر: الخميس 22/02/2018 11:37
التطبيع الثقافي... خيانة وجريمة
التطبيع الثقافي... خيانة وجريمة

بقلم  د. هزرشي بن جلول جامعة زيان عاشور – الجزائر

 شكل توقيع معاهدة السالم اإلسرائيلية - المصرية عام 1978 ،وانعقاد مؤتمر مدريد 1991 ،وتوقيع اتفاقيتي أوسلو 1993،ووادي عربة مع االردن 1994 ،أهم المحطات التاريخية التي كرست بداية مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني. ورغم الدعم الدولي، واإلسناد الرسمي العربي فشل التطبيع، وظل ظاهرة رسمية أكثر منه حالة شعبية، وقد ارتبط ذلك بتجذر حالة المقاومة والممانعة في وعي الجماهير العربية، والنخب الثقافية، ولذلك نشطت "إسرائيل" من خالل مؤسساتها األمنية، والثقافية، والسياسية، وبتواطؤ مع بعض األنظمة العربية في الدعوة، وتشجيع التطبيع الثقافي. تحاول الورقة تفكيك عا وا دة بناء ظاهرة التطبيع الثقافي من خالل طرح اإلشكالية التالية: ما مفهوم التطبيع الثقافي؟ وكيف بدأت مسيرته، ومن هم أبرز رموزه؟ وفيما تتمثل أبرز أشكاله؟ وما هي الحجج والمبررات التي يرتكز عليها المؤيدون والمعارضون للتطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني؟ 1 -مفهوم التطبيع الثقافي: هو جعل الوجود الصهيوني في فلسطين طبيعيا من خالل التعامل معه ثقافيا عبر الزيارات، والمشاركة في اللقاءات، والمؤتمرات التي يحضرها صهاينة أو تتم برعاية ش ارف وا إسرائيلي. 3 2 -أشكال التطبيع الثقافي: يمكن رصد أهم أشكال التطبيع الثقافي في : أ- من خال ل استخدام المثقفين لمصطلحات صهيونية بدل التسميات العربية. ومن األمثلة على ذلك : "إسرائيل" بدال عن فلسطين المحتلة، "اورشليم" بدال عن القدس، "حائط المبكى" بدال عن حائط البراق، "العمليات االنتحارية" بدال عن العمليات االستشهادية،"االرهاب" بدال عن المقاومة...الخ ب- من خالل زيارة "إسرائيل" والمشاركة في اللقاءات، والمؤتمرات، والمهرجانات. إذا كان المثقف صوت األمة ولسانها، ودوره محوري في الدفاع عن قضايا األوطان واألمم، وعلى ضوئه تتلمس الشعوب طريقها نحو التحرر السياسي، واالقتصادي والثقافي، فإن دوائر صنع القرار العسكر ي، والسياسي في "إسرائيل"، وبعض الدوائر الرسمية العربية التي قد تفطنت إلى أهميته في ترسيخ الهزيمة الحضارية، والقابلية لالستعمار، ولذلك شجعته ورعته ا مادي لتسهيل أداء رسالته. ويمكن للباحث في تاريخ التطبيع ومساراته رصد مجموعة من النماذج واألمثلة التي يمكن اإلشارة إليها فيما يلي: في عام 1994 زار الكاتب المسرحي المصري علي سالم "إسرائيل"، والتقى بعدد من الشخصيات اليهودية، وألف بعد عودته ا كتاب بعنوان "رحلة إلى إسرائيل" برر فيه زيارته بمحاولة التعرف على اآلخر وماذا يريد. ا وتقدير لجهوده، ودوره في الدعوة إلى التطبيع الثقافي منحته جامعة بن غوريون الدكتوراه الفخرية. وبعد وفاته أقامت له جامعة تل أبيب احتفالية تأبينية. وفي السياق ذاته انخرط الكاتب لطفي الخولي في دائرة المطبعيين ا ثقافي من خالل "إعالن كوبنهاغن" ورئاسته لـ "جمعية القاهرة للسالم" كآلية لتجذير التطبيع الشعبي مع "إسرائيل". يضاف لهؤالء أسماء كثيرة طغت على سطح التطبيع الثقافي، نذكر من بينهم الشاعر المغربي الطاهر بن جلون الذي شارك في مؤتمر أدبي في حيفا، والمخرج السينمائي الجزائري مرزاق علواش الذي شارك في فعاليات الدورة 68 من "مهرجان لوركارنو السينمائي" في سويسر ا، الذي قاطعه سينمائيون عرب، وأجانب بسبب شراكته مع وزارة الخارجية اإلسرائيلية، كما شارك في مهرجان األفالم الدولي، وقدم فيلما بعنوان "مدام كوراج" أو "السيدة الشجاعة" كما شارك الروائي الجزائري إبراهيم صنصال في مهرجان األدباء العالمي الذي تنظمه مؤسسة "مشكانوت شأنانيم" في القدس، وفي معرض باريس الدولي للكتاب رغم مشاركة "إسرائيل" كضيف شرف ا مبرر ذلك بممارسته لألدب بدل الحرب. وفي لبنان انضم الشاعر سعيد عقل إلى جوقة المطبعيين، بل المرحبين باالجتياح اإلسرائيلي للبنان عام 1982، ودعا إلى طرد الفلسطينيين من لبنان، وأن األخير ليس ا جزء من الوطن العربي. كما أقام المخرج اللبناني زياد دويري ا أشهر طويلة في "إسرائيل"، وصَّور فيلمه "الصدمة" مع ممثلين إسرائيليين، ومنتج ومنفذ إسرائيلي وفيلم "قضية 23 ."ولعل آخر المطبعين األكاديمي المصري سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون الذي زار "إسرائيل" وألقى محاضرة في مركز "موشيه ديان لدراسات الشرق األوسط فريقيا وا " بجامعة تل أبيب عن مصر والثورات التي شهدتها منذ ثورة 1919 وحتى اآلن. وقد أثارت زيارات المثقفين العرب إلى "إسرائيل" ردود فعل شعبية، وسياسة، وأكاديمية غاضبة، اتهمت أصحابها بالعمالة، واالرتباط بالمشروع الصهيوني. وعلى هذا األساس اتخذت عدة إجراءات كان من أبرزها مثال : طرد علي سالم من جمعية األدباء المصرية، وفصل أدونيس من اتحاد الكتاب العرب عام 1995 ،وتم إيقاف زياد دويري وأحالته إلى 4 القضاء العسكري وألغت بلديه رام اهلل عرض فيلم "قضية 23 "في إطار مهرجان سينمائي بعد ضغوط من نشطاء. في السياق ذاته أتهم مرزاق علواش بالخيانة العظمى، وطالبت بعض القوى السياسية سحب الجنسية الجزائرية من إبراهيم صنصال. ج- تطوير مناهج التعليم في الوطن العربي, بحجة تطوير المناهج الدراسية، وعصرنتها لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، وتجاوز مواطن الضعف والخلل تبنت أغلب األقطار العربية سياسة تربوية محددة األسس لتنسجم مع الرؤية اإلسرائيلية للصراع العربي-الصهيوني. غير أن المتفحص لمحتواها يالحظ بأن ذلك التغيير قد أحدث زلزاال قويا في الثوابت. وعلى هذا األساس تم تقليص المقررات الخاصة بالقضية الفلسطينية كما حدث في مصر، وحذف محور حول فلسطين من منهاج التاريخ الدراسي في لبنان للعام الدراسي 2016-2017 .وفي األردن استهدفت التعديالت التي مست مناهج التعليم إلغاء المواد اإلسالمية التي تتحدث عن كره الصهاينة للعرب والمسلمين، والمجازر التي ارتكبتها "إسرائيل"، وفي الجزائر أثار استبدال اسم فلسطين بـ "إسرائيل" في كتاب الجغرافيا للسنة الثانية من التعليم المتوسط ردود فعل ساخطة ومستنكرة من قبل جمعيات أولياء التالميذ، ونقابات التربية، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبعض األحزاب السياسية، كما تم إدراج اسم "اورشليم" على خريطة فلسطين عوض اإلشارة إلى مدينة القدس. وفي المغرب سارت وزارة التربية الوطنية على نفس المنوال، وتم حذف اآليات القرآنية التي تدعو إلى الجهاد. وعليه فإن المطلوب إسرائيليا من األقطار العربية عبر وزارات التربية والتعليم هو التو قف عن تدريس األدبيات والنصوص المعادية للكيان الصهيوني ا سواء كانت وضعية أو مقدسة. د- حوار األديان والتعايش بين الشعوب والحضارات. بحجة ترسيخ مناخ الثقة المتبادل، والتعايش، والقبول باآلخر، والتسامح بين الشعوب واألديان تعقد ا سنوي مؤتمرات ظاهرها إنساني، وباطنها سياسي يتعلق بالتطبيع بين العرب والمسلمين من جهة، و"إسرائيل" من جهة أخرى، لعل من أبرزها مؤتمر سانت ايجيديو في ميالنو بإيطاليا عام 2004 تحت عنوان "األديان والثقافات: شجاعة إنسانية وروحية جديدة"، والمؤتمر الثاني الذي نظمه "المركز الدولي لحوار األديان" في الدوحة عام 2008 تحت عنوان "القيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة". كما يشكل مركز حمد العالمي للحوار بين األديان والتعايش السلمي، و"مركز الملك عبد اهلل للحوار بين اتباع الديانات والثقافات" استثمار حقيقي لـ "إسرائيل" والغرب من أجل التطبيع. فمن خاللها يتم استدعاء الصراع العربي- اإلسرائيلي لكسر الحواجز النفسية، ولمحو الذاكرة، والتاريخ، والحقوق الفلسطينية، والحصول بالتالي على تطبيع، واعتراف عربي- إسالمي بالكيان الصهيوني. ولذلك فإن معظم مؤتمرات حوار األديان والثقافات، والحضارات كان وسيبقى واجهة لشرعنة وجود "إسرائيل" في المنطقة. ه- بناء "إسرائيل" جسور تواصل مع األقليات األثنية والدينية لمواجهة خطاب الحركة اإلسالمية والقومية المرتبط بفلسطين والوحدة، ومناهضة البعد العربي- اإلسالمي. وتتجسد مالمح اإلستراتيجية الصهيونية في تشجيع زيارة نشطاء أمازيغ لـ "إسرائيل" وتشكيل جمعيات صداقة، وعلى هذا األساس تم الربط في الخطاب األمازيغي بين فلسطين والتعريب، وأن دعم القضية الفلسطينية يتم من خالل البعد اإلنساني ال غير. رغم ذلك تبقى ظاهرة التطبيع الثقافي التي 5 تبناها بعض نشطاء الحركة االمازيغية نشازا، وال تشكل حالة عامة. فاالمازيغ يناصرون كل الشعوب التواقة إلى التحرر من االحتالل، واالستبداد، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المقاوم. ويرفضون كل محاوالت تبييض الوجه اإلجرامي للكيان الصهيوني من خالل التطبيع بكل أصنافه، كما أكدت عليه الرابطة المغربية لألمازيغية في بيانها المؤرخ في 2 نوفمبر 2014 . كما يمكن اإلشارة إلى الدور الذي يلعبه المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في المغرب برئاسة عضو المؤتمر القومي العربي األستاذ أحمد ويحمان و منسق رابطة ايمازيغن من أجل فلسطين. 3 -ذرائع ومبررات التطبيع الثقافي: أوالا: دعاة التطبيع: يتمسك الداعون للتطبيع الثقافي بمجموعة من الحجج والمبررات، يمكن رصدها فيما يلي: 1 -معرفة العدو من خالل شعار "أعرف عدوك"، والذي يسهل عملية اختراق الوعي اإلسرائيلي، وفهم طريقة تفكير اآلخر. 2 -الموضوعية من خالل عرض الروايتين العربية واإلسرائيلية في تناول وقراءات األحداث. 3 -األهمية الثقافية واألكاديمية التي يجنيها المثقف العربي من زيارته ل "إسرائيل"، أو مشاركته في مؤتمرات دولية يشارك فيها إسرائيليون. 4 -التطبيع الثقافي مجرد رصد ومتابعة لإلنتاج األدبي، والثقافي اإلسرائيلي، ودراسة تراثه التاريخي. 5 -التطبيع الثقافي ليس خطأ وال خطيئة –كما يتصورون- بل هو وسيلة لتغيير اتجاه الرأي العام اإلسرائيلي، وعدم السماح لليمين اإلسرائيلي بالسيطرة على القرار العسكري والسياسي الداخلي. 6 -التطبيع ضرورة حضارية، ووجودية، ومقاطعة الكيان عبث وجنون تضع صاحبه في دائرة مغلقة. 7 -عزل الثقافة عن السياسة، أي ضرورة الفصل بين رجال السياسة، وقادة الكيان الصهيوني العسكريين، وبين المؤسسات الثقافية اإلسرائيلية. ا ا ض ثاني : المعارضون للتطبيع: يتمسك هؤالء ا أي بمجموعة من الحجج والمبررات يمكن اإلشارة إليها فيما يلي: 1 -التطبيع الثقافي من خالل زيارات المثقفين للكيان الصهيوني، ومشار كتهم في مؤتمرات دولية يحضرها إسرائيليون، أو تعقد برعاية إسرائيلية، وترجمة األعمال األدبية من العبرية إلى العربية أو العكس كوسيلة للتقارب جريمة في حق الماضي، والحاضر، والمستقبل. 2 -الثقافة اإلسرائيلية، واإلنجازات العلمية في الكيان الصهيوني ال تشكل ا جزء مهما من الثقافة العالمية والتكنولوجيا الدولية. إذ يمكن االستغناء عنها، واالستفادة من علوم وثقافات الدول واألمم األخرى. 3 -التطبيع الثقافي من خالل الزيارات، والترجمة والمشاركة في الفعاليات العلمية، واألدبية اإلسرائيلية أنسنة للعدو، وتجاوز لكل مظاهر العنصرية، واإلجرام، واالستيطان، واإلحالل، التي تمثل أهم مرتكزات مشروعه. 4 -التطبيع الثقافي أخطر أنواع التطبيع ألنه يستهدف الثقافة، والوعي، والتاريخ ويحقق للكيان الصهيوني: وامالء شروطه ليس عن طريق واخضاعهم، - ترويض العقل العربي، ودفع العرب والمسلمين إلى تقبل أفكاره القوة العسكرية، والتهديد المستمر باستخدامها. ولكن من خالل الحوار، والملتقيات، والمهرجانات، والمؤتمرات التي تهدف إلى تغيير الهوية الثقافية للمنطقة. 6 - إزالة الحواجز النفسية بين العرب، والكيان الصهيوني. - جوهر التطبيع هو إعادة صياغة منظومة القيم والمفاهيم، التي كرستها القيم الدينية، وجذرتها حالة الرفض الشعبي العربي للعدو، وجسدتها روح المقاومة والممانعة. - التطبيع الثقافي وسيلة الختراق عقلية المواطن العربي، والتأثير على قناعاته الدينية، وتوجهاته السياسية، وميوله الثقافية. - التطبيع الثقافي آلية إلضعاف، واستئصال مناعة األجيال القادمة تجاه الصراع العربي اإلسرائيلي، وجميع مشاريع السيطرة االستعمارية الجديدة. - إنهاء حالة المقاطعة بكل أشكالها السياسية، واالقتصادية، والثقافية للكيان الصهيوني، وتحويل عالقاتنا معه إلى عالقة طبيعية. وعلى هذا األساس يجب التذكير بأن تخوف اإلسرائيليين من دور المثقف العضوي المرتبط بأهداف ومشروع أمته يشكل خطرا على السياسة اإلسرائيلية في المنطقة العربية ولذلك اندفع الموساد اإلسرائيلي إلى تنفيذ سلسلة من االغتياالت طالت بعض المثقفين كما حدث مع غسان كنفاني، وكمال ناصر مع رفيقيه كمال عدوان وأبو يوسف النجار. كما اغتال الموساد بعد ذلك ناجي العلي. 4 -في مواجهة التطبيع الثقافي : ينبغي تبني إستراتجية واضحة االسس ومحددة المعالم تقوم على : أ- على الشباب ومن خالل األحزاب السياسية، و التنظيمات الجماهيرية، واالتحادات النقابية، والجمعيات الرياضية، والنوادي الثقافية التحرك في الشارع الضغط على البرلمانات العربية لسن قانون يجرم التطبيع. ب- مقاطعة األفالم المطبعة، والعمل على منع عرضها في دور العرض، والمسارح، والقاعات. ج- تعرية المطبعين وفضحهم، وتشويه صورتهم عبر مواقع التواصل االجتماعي . في المقابل يجب اإلشادة بكل الذين رفضوا التطبيع من رياضيين، عالميين، وا ورجال سياسة.. د- أهمية التنسيق بين مختلف المكونات، والتيارات السياسية الفاعلة في األمة، وتحويل المقاطعة إلى حالة شعبية قائمة بذاتها تجعل صانع القرار السياسي، والمثقف المطبع يفكر ألف مرة قبل اإلقدام على التطبيع بجميع أشكاله. ه- االهتمام بوسائل التواصل االجتماعي وانشاء صفحات جذابة لألطفال والشباب عن فلسطين وتاريخها وحضارتها وأهلها ونضالها، وصفحات موجهة ألحرار العالم حول معاناة أهل فلسطين من االحتالل. 5 -خالصة واستنتاجات: أ- معركتنا كعرب )مسلمين ومسيحيين( مع الكيان الصهيوني بطبيعته االستعمارية، ونزعته العنصرية ليست معركة عسكرية، واقتصادية، عالمية وا فقط، ولكنها معركة ثقافية تتطلب حشد اإلمكانيات، وتقوية اإلرادات حماية لوجودنا التاريخي، وسيرورتنا الحضارية. ب- ألن حصوننا مهددة من داخلها، يغدو التطبيع الثقافي "حصان طروادة" لتطبيع عالقتنا مع الكيان الصهيوني، وتكييفها مع مشروعه القائم على التجزئة الكيانية، وتأجيج الصراع العرقي، والتناحر المذهبي والديني. 7 ت- إذا كانت المقاطعة الدولية للمؤسسات األكاديمية اإلسرائيلية قد نجحت في تحقيق أهدافها في عزل "إسرائيل" أكاديميا ودوليا بسبب تورطها في نظام االحتالل، واالستعمار االستيطاني، والفصل العنصري، ودورها المحوري في تطوير أسلحة، وأنظمة عسكرية نستخدم في العدوان على الفلسطينيين، واللبنانيين، فإنه ال يمكن إدراج تعامل المثقفين العرب مع الجامعات اإلسرائيلية إال في خانة الخيانة، واالنتهازية، والبراغماتية، ولو على حساب الدم الفلسطيني، وتضحيات الشهداء، و آالم األسرى في السجون اإلسرائيلية. ث- التطبيع الثقافي مع العدو- وتحت أي مبرر- هو دعم للجالد على حساب الضحية. ج- يعد التطبيع الثقافي من أخطر أنواع، وأشكال التطبيع، ألنه يستهدف ترويض العقل العربي، وكسر الحاجز وا لكتابة تاريخها وفق الرؤية اإلسرائيلية للصراع النفسي، وتدمير الوعي الجمعي، وتشويه للهوية الثقافية للمنطقة، عادة العربي-الصهيوني. ح- كل من يدعو إلى التطبيع الثقافي هو في نهاية المطاف جندي يحارب من أجل "إسرائيل" في المنطقة العربية. خ- التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني سواء مع األفراد، أو المؤسسات األكاديمية هو كسر لعزلة الكيان الصهيوني التي أخذت تتعاظم ا دولي . د- التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني هو انخراط مباشر في المشروع الصهيوني واألمريكي لتصفية قوى المقاومة والممانعة في المنطقة. ذ- يعتقد المطبعون ا ثقافي أن اكتساب مكانة ثقافية، وتحقيق مصالح مادية، ونيل جوائز دولية يمر حتما من خالل التطبيع الثقافي، ومباركة وتزكيه من القوى الدولية التي تتقاطع مصالحها واستراتيجياتها مع "إسرائيل". وا اردة الحياة، وتبنى مشروع المقاومة، كفيل بقبر مشروع التطبيع وافشاله. ر- التمسك بالحق التاريخي والديني، ز- على كل مقاوم شريف )طلبة، أساتذة، رياضيين، فنانيين، رجال دين، معلمين، صحافيين، سياسيين...الخ( أن يسأل نفسه عند الخلود للنوم كل ليلة: ماذا قدمت لفلسطين؟ .

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017