الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
عين البيضاء: خشبة مسرح تُزهر حرية...
تاريخ النشر: الأحد 04/03/2018 15:34
عين البيضاء: خشبة مسرح تُزهر حرية...
عين البيضاء: خشبة مسرح تُزهر حرية...

طوباس: خصصت وزارة الإعلام الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة (نور) لمسرحية (اقتلوا وطني!)، التي أدتها ببراعة طالبات عين البيضاء في الأغوار الشمالية.
ورصدت الحلقة التي تنفذ بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، تفاصيل العرض المسرحي، الممتد لعشرين دقيقة، على مسرح صنع بإمكانات ذاتية، وزينت خلفيته جدارية للتغريبة الفلسطينية، رسمها الأسير المحرر محمد العارف.
15عازفة
وتلاعبت 15 طفلة بالزمن، وتقمصن أدوار أمهات، ونساء يرقصن في عرس فلسطيني تراثي، وبائع متجول، وعروسان، وثلاثة مستوطنين، وطفلة تلهو بأرجوحتها قبل أن تنال منها قذائف الموت.
وشاركت نيفين عبد السلام، وتمارا جمال، وشروق معتصم، ورهف سامي، ومرح نافز، ومريانة محمد، وشيماء طلال، والأختان: طيبة ومكة إبراهيم، وهديل وعلا ياسر، وتيماء عمر، وتالا جمال، وآية عبد الإله، وريم زياد في صناعة توثيق مغاير للتغريبة الفلسطينية، فالحياة في القرية سرعان ما تنقلب رأسًا على عقب، وتشهد عمليات تطهير عرقي، لكنها سرعان ما تعود للنهوض، ويصطف الممثلون، بمن فيهم المستوطنون لتأدية السلام الوطني، في لحظة انتصار.
وتقول المشرفة على تدريب الزهرات، المعلمة مجدولين منصور: تدور أحداث المسرحية حول لحظة وطنية، وتصلح للتعميم لتمثل من يشاهدها، فالأطفال والأمهات والعروس وعريسها، والطفلة التي استشهدت وهي تلهو على أرجوحتها، والبائع المتجول الذي ارتقى في قصف العصابات الصهيوينة كلهم عادوا للتهوض بعودة الطفل الذي فقد أمه، وتطوعت سيدة أخرى برعايته، حتى جاءت اللحظة التي أصبح فيها عريسَا.
شاهد وكوفية
وتسير أحداث المسرحية كلها أمام عجوز يرتدي كوفية، ويقوى على وجع الأيام ومرارتها بعصاه الصفراء، ثم ما يلبث أن يخاطب الحضور بالسؤال عن سبب خوفهم، ويتطوع بالإجابة عنهم بالقول: "خايفين تكونوا أنت الشهداء، وخايفين تكونوا تفقدوا دوركم وبلدكم..."
وكتبت أحداث العمل المسرحي، المعلمة فلسطين أبو زهو، المولودة في الناصرة، والتي درست التاريخ في جامعة النجاح، وحصلت على الماجستير في التاريخ القديم ، وأصدرت رواية (العشاء بعد السادسة).
وتقتصد الممثلات، اللائي تقمصن دور الرجال في الكلام، وتكتفي المؤثراث الصوتية في إيصال رسالة العمل الضمنية. ويطمح القائمون علي الدراما المدرسية في عرضها خارج عين البيضاء، وتطوير قاعة مسرح المدرسة، لتخدم الإضاءة والصوت النص بمهنية.
حوار وأصوات
وتصنع (اقتلوا وطني!) حواراً ذاتيًا للمشاهد، الذي يتلقى مزيجًا من أصوات الغناء، والزغاريد، والقذائف، والخوف، والسلام الوطني، والترويج للمسليات، ويسمع صدى سقوط الأبطال على الخشبة وسرعة نهوضهم.
وتقول تمارا جمال، التي اختفت وراء شخصية أم محمد، أنها تعلمت من المسرحية الكثير، وصارت تقرأ حكاية النكبة، وعاشت للحظات هول المأساة التي ذاقها الأجداد قبل 70 عامًا.
وبحسب مدير المدرسة أمل فقهاء، فإن فكرة العمل تستند إلى البقاء والنهوض والحياة، وهي الوصفة التي يحتاجها أهالي الأغوار والوطن.
ووفق المتطوع أحمد العارف، فإن ما يميز العرض أنه بُني بإمكانات ذاتية، ورغم كل نواقصه قدّم رسالة صمود لطلبة الأغوار، ولكل من شاهده.
صمود وبقاء
ويقول رئيس مجلس عين البيضاء مصطفى فقهاء، إن قريته آخر نقطة قريبة من الحدود الفلسطينية –الأردنية، صادر الاحتلال نحو نحو 5 آلاف دونم منها، وتعرضت عام 1967 لعملية هدم طالت المدرسة والعيادة الصحية ومركز الشرطة ( كان يسمى مركز الفرسان ويستخدمه الجيش العربي الأردني وقتها)، ويسكنها اليوم 1850 مواطنًا.
ويرى المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس العقيد محمد العابد أن نهاية العمل المسرحي حافلة بالدلالات، وتمتلك خطابًا سياسيًا يؤكد أن شعبنا الذي نهب الاحتلال أرضه، قادر على العودة والتحليق من جديد.
ويؤكد أن "التوجيه السياسي والوطني" ينشط في صناعة ثقافة وطنية داخل المؤسسات التعليمية، ويهدف إلى الوصول لوعي بالتاريخ وبالحاضر، وتعزيز دعائم الصمود.
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف إلى أن سلسلة (نور) توثق التجارب والنجاحات التربوية اللافتة، وترصد إبداعات الطلبة وتفوقهم، وهي اليوم تصدر من عين البيضاء، التي يسلب الاحتلال أرضها وسر حياتها، لكن يعجز عن حصار سلامها الوطني، وإصرارها على الحياة والبقاء. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017