وائح غريبة تصدر من جسدك، الأمر قد لا يكون مرتبطاً بمشكلة نظافة أو عَرق أو بسبب الطعام، لكن للأسف قد يكون أسوأ!
فالرائحة قد تكون إحدى الطرق التي يستجير بها الجسم من مرض قد يكون خطيراً.
فهناك أمراض كثيرة يمكن اكتشافها عن طريق حاسة الشم، نستعرض فيما يلي، بعضها.
فمُّ مريض السكري -وبالأخص في مراحله الأولى- قد يصدر عنه رائحة الأسيتون الذي تعرفه النساء جيداً؛ لاستخدامه في عمليات التنظيف والإزالة. وعندما تخرج هذه الرائحة من جسد إنسان، فإن عليه أن يذهب للطبيب أو مركز للتحليل.
فمريض السكري يعاني عدم توافر الأنسولين الكافي الذي ينتجه البنكرياس، واللازم لكسر غلوكوز الدم وإنتاج الطاقة، وعندما لا يجد الجسم الطاقة، فإنه يلجأ إلى حرق الدهون.
هذه العملية تُنتج الكيتونات، ومنها الأسيتون. وارتفاع نسبة الكيتونات في الدم مؤشر خطير يلزمه الإسراع في العلاج؛ حتى يمكن السيطرة على أعراض المرض، وتجنب الهجمة الشرسة للسكري.
قد تكون رائحةً كريهةً للغاية، ولكن من حسن الطالع أن تظهر قبل فوات الأوان.
إذا كانت الرائحة التي قد تخرج من الجسم هي رائحة العفن، فقد تكون إنذاراً بوجود خلل نادر عادة في الجين المسؤول عن تخليق الإنزيم اللازم للتعامل مع الحمض الأميني "فينيل ألانين" (أحد الأحماض المكوِّنة لبروتين الجسم ) وتكسيره.
ويحدث هذا الخلل عادةً عند الولادة فيما يُعرف بـPKU أو "بيلة فينيل كيتون"، وإذا لم يعالَج هذا الخلل فإنه يزيد فينيل ألانين لمستويات مضرَّة بالجسد.
قد لا تظهر الأعراض في بادئ الأمر، لكن إذا تُرك هذا الأمر دون علاج، يتراكم عندها هذا الحمض الأميني، ويسبِّب ارتفاع مستواه في الدم تلفاً لخلايا الدماغ العصبية، وتأخراً في النمو العقلي والجسماني للطفل ومشاكل في السلوك.
يُعلن المرض عن نفسه برائحة العفن تلك، وينذر بوصوله إلى مرحلة يتوجب عندها الإسراع بالعلاج.
رائحة الحلوى الجميلة ليست شيئاً جيداً على الإطلاق إذا صدرت من جسمك، فهي مؤشر لمرض البول القيقبي أو "MUSD" .
وعادة ما تحدث الإصابة نتيجة عجز الجسم عن تكسير بعض الوحدات البنائية للبروتين "الأحماض الأمينية"؛ ما يؤدي إلى تراكمها، مضيفةً للبول رائحة السكر المحروق أو النشادر.
يظهر هذا العَرض، وأعراض أخرى بعد فترة من ولادة الطفل، والرائحة مؤشر لضرورة الإسراع بعلاجه في مراحله الأولى، فإذا تُرك دون علاج، يمكن أن يستشرس، وقد يصل الأمر إلى تدمير خلايا المخ، والوفاة.
إذا تناولت طعاماً أو شراباً ملوثاً ببكتيريا السالمونيلا، فإن البكتيريا تخترق الأمعاء الدقيقة وتدخل إلى مجرى الدم لتصل إلى الكبد والخلايا الجذعية، مسبِّبةً حمى تُعرف بحمى التيفود.
وقبل ظهور أعراض الحمى، تفوح من الجسم رائحة الخبز الطازج كإشارة إلى ضرورة الانتباه، وأن الجسم على وشك الدخول في حمى التيفود؛ لذا يستوجب الأمر الرجوع إلى الطبيب.
إذا فاح من نفَس أحدهم رائحة الثوم، فهذه قد تكون علامة على التسمم الزرنيخي؛ والسبب ارتفاع مستوى الزرنيخ في الدم.
والتسمم درجات؛ تسمم حاد قد يؤدي إلى الوفاة في الحال، وآخر أقل حدّةً.
ويحدث التسمم نتيجة التعرض لكمية زائدة من الزرنيخ، وقد يكون ذلك عند علاج بعض الأمراض مثل اللوكيميا أو يمكن أن يحدث نتيجة النبيذ الملوث أو بسبب المعادن الثقيلة.
وقد يحدث ربما جراء تعرُّض الفرد لمستويات مرتفعة من الهواء إذا كان يسكن في منطقة اصطناعية تنتشر بها مادة الزرنيخ، أو تناول أطعمة ملوثة بالزرنيخ.
لكن، في كل الأحوال، الفم ذو رائحة الثوم أو اليوريا المصحوبة بالرائحة لا يمكن تجاهلها.
عندما يُصدر الجسم رائحة تُشبه رائحة العنب، فهذا إنذار بحدوث عدوى بكتيريا، تسمى الزائفة الزنجارية .
وتعد المستشفيات البيئة النشطة لها، حيث توجد في المعدّات الطبية والأماكن قليلة الأكسجين؛ إذ تُصيب الجروح والعيون والجهاز البولي.
رائحة ورود بلا حدائق أو أزهار أمر يدعو للقلق أحياناً.
إذ يمكن تمييز عدوى الإي-كولاي من انبعاث رائحة تشبه رائحة الورد من المريض، وتحدث العدوى نتيجة شرب ماء ملوث أو تناول أطعمة تحمل البكتيريا وتصيب الأمعاء، مسبِّبةً التسمم الغذائي.
رغم أن الكثيرين لا يحبون رائحة الكلور، فإنهم يشعرون بالاطمئنان إذا شمُّوها حتى لو ضايقتهم؛ لأنها وسيلة أساسية للتعقيم والتطهير، ورائحته رمز للنظافة الزائدة أحياناً، ولكن الأمر مختلف إذا صدرت هذه الرائحة من جسد إنسان.
فهذا مؤشر لعدوى "الإيكينيلة" التي تصيب الإنسان بعد التعرض لعضة كلب، أو عندما يقوم الشخص بلعق جرح في إصبعه.
وتُسبب بكتيريا الإيكينيلة -أحد أنواع المكورات العنقودية التي تنتشر في أنحاء المنطقة المجروحة- الإصابةَ بالأمراض مثل التهاب اللثة والتهاب العظام والتهابات داخلية وغيرها، وتميز الأنف رائحة الكلور التي تنبعث من مصاب عدوى الإيكينيلة.
هذه الرائحة الشهية مقلقة للغاية إذا صدرت من جسم الإنسان.
إذ يصاب المرء بما يعرف بخرّاج الكبد أو الدماغ، نتيجة بعض أنواع البكتيريا العقدية بعد انتقالها من منطقة عدوى أو تلوث مثل الجيوب الأنفية أو الأسنان أو العصارات الصفراوية إلى منطقة الإصابة، ونتيجة لذلك، ينبعث من المريض رائحة الكراميل كإحدى علامات الإصابة.
عربي بوست