رهام دعباس
ويب طب
هل تساءلت قبل اليوم عن الأعضاء التي يستطيع جسمك العيش بدونها؟ وكيف يستطيع التكيف صحياً مع غيابها؟ هذا ما سوف نجيب عليه في المقال التالي.
يخلق الجسم بأعضاء وأجهزة متعددة يعتبر بعضها أكثر أهمية من بعضها الاخر لبقائه، وبينما قد يتكيف الجسم مع بتر بعض الأعضاء الخارجية، فإنه كذلك قد يتكيف ويستمر مع غياب بعض أعضائه الداخلية كذلك.
فما هي هذه الأعضاء؟
هناك أعضاء يتواجد منها في الجسم نسختين، مثل الكلى، وفي حالة الكلى تحديداً فإن الجسم يستطيع العيش بكلية واحدة ودون مشاكل صحية في حال الحصول على العناية اللازمة.
وفي حال كانت الكلية المتبقية سليمة وصحية، فإن هذا قد يكون كافياً لجعلها تعمل بكفاءة كليتين ودون مشاكل. ولكن وفي بعض الحالات الخاصة قد تنشأ مضاعفات صحية مثل خلل بسيط في وظائف الكلية المتبقية أو الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
مع أن هذا من الصعب تصديقه، إلا أن العيش دون معدة وبشكل صحي أمر وارد الحدوث، وقد يقوم الأطباء بعمل جراحة تربط البلعوم والمريء مباشرة بالأمعاء الدقيقة.
وبعد فترة النقاهة والتعافي، من الممكن للمريض أن يعود لتناول الطعام ولكن بكميات قليلة مع أخذ مكملات غذائية تساعد في تعويض أي من المواد الغذائية التي لا يتم امتصاصها بكفاءة.
كما من الممكن العيش بشكل طبيعي بعد استئصال جزء من أو كامل الأمعاء الدقيقة، مع إجراء تغييرات في حمية المريض الغذائية.
عند استئصال الأمعاء الغليظة أو القولون، يحتاج المريض لتركيب كيس خارجي لتجميع البراز فيه، حيث أن البراز الان لن يستطيع الوصول إلى فتحة الشرج كالمعتاد دون وجود قولون.
ويكون الكيس بحجم كف اليد ومتصلاً بالبطن، ويحتاج من المريض وقتاً للاعتياد عليه، والمريض لا يكون بحاجة عادة لعمل الكثير من التغييرات في حياته، عدا بعض التغييرات في الحمية الغذائية ونمط الثياب.
وهناك أشخاص كثر حول العالم يقومون باستئصال القولون ويكملون حياتهم بشكل طبيعي.
تقع الغدة الدرقية في العنق، وتؤثر على النمو وعمليات الأيض في الجسم ووظائف عديدة أخرى متنوعة كذلك، ومع هذا كله، فإن الغدة الدرقية من الأعضاء التي يستطيع الجسم العيش من دونها.
ومع أن المصاب قد يحتاج للانتظام على بعض الأدوية الهرمونية لتعويض أي خلل قد نتج عناستئصال الغدة الدرقية أو جزء منها، إلا أن المصاب قد يستطيع أن يعيش حياته بشكل طبيعي إذا ما تلقى العناية اللازمة.
إذا ما تعرض الطحال لتمزق، فقد يحتاج الأمر إلى استئصاله بالكامل، ولكن هذا قد لا يكون مشكلة كبيرة كما قد يتخيل البعض.
وتبعاً للخبراء، فإنه وفي حال استئصال الطحال دون وجود أي حالة صحية مزمنة قد سببت فقدانه أو كانت مرافقة له، فغالباً سوف تتوزع باقي أعضاء الجسم وظائف الطحال فيما بينها.
ولكن يجب التنويه هنا إلى أن الطحال يساعد في الحماية من العدوى والالتهابات، لذا فإن غيابه من الجسم قد يزيد من فرص الإصابة بالأمراض، خاصة في الفترة ما بعد العملية مباشرة.
من الممكن أن يتم استئصال الخصيتين أو الرحم مثلاً بسبب أمراض معينة مثل السرطان، ومع ذلك يستمر المريض ليعيش حياة طبيعية. وأحياناً قد تولد المرأة دون وجود رحم أو أجزاء أخرى في جهازها التناسلي.
مع أنك قد تعتقد أن فقدان إحدى رئتيك قد يقلل من كفاءة الجهاز التنفسي لديك إلى النصف، إلا أن الأمر ليس كذلك تماماً، فرئة واحدة سليمة أو حتى رئة ونصف قد تكون كافية لعيش حياة طبيعية من قبل المصاب.
والذي يحدث هنا هو أن كفاءة الجهاز التنفسي تقل فقط بنسبة 10-20% بعد استئصال إحدى الرئتين، ومع الوقت تبدأ الرئة المتبقية بالتوسع في الفراغ الذي تركته الرئة المستأصلة.
ويجب التنويه هنا إلى أن استئصال الرئة قد يقلل قدرة المريض على أداء التمارين الرياضية الشديدة، ولكن لا مشكلة في التمارين الرياضية الخفيفة.
ومع أن الإنسان يستطيع العيش دون إحدى رئتيه، إلا أن الفراغ الذي تخلفه الرئة المستأصلة وراءها قد يسبب مضاعفات، إذ يبدأ الصدر بالانهيار تدريجياً وتبدأ أعضاء (مثل القلب والكبد والرئة المتبقية) بالتحرك نحو الفراغ، وهذا كله قد يسبب ميلاناً ملحوظاً في العمود الفقري.