الرئيسية / ثقافة وأدب
صراخ الدموع ربى يوسف
تاريخ النشر: الجمعة 21/02/2014 09:26
صراخ الدموع ربى يوسف
صراخ الدموع ربى يوسف

 صراخ الدموع


ضم رجليه بيديه المرتجفتين من شدة البرد .. وروائح كريهة تحمل الأمراض والموت زكمت أنفه ... لم يعرف كم كان الوقت بالضبط فالأمر عنده سيان .. فهو يقبع في ظلام دامس لا يعرف كيف ستكون نهايته ... كان يحاول مواساة نفسه فيتخيل الفراش الوثير والدفء .. فيجد أن تخيلاته لا تذكره إلا بما هو عليه الآن ...

ها قد مضت فترة العزل الانفرادي وسيرجع إلى غرفته مع زملاء المِحنة ... لم يزل أبو محمد يتذكر ضحكات ابنه عندما كان في الربيع الثالث من عمره وهو يحوم حوله طالباً منه شراء لعبة جعلها أروع أحلامه .. ابتسم وأصبح يتحسس كفيه وخديه .. يحاول حبس دموعه ويتألم بصمت ... وها قد مضى على فترة اعتقاله في سجن " شطة " خمس وعشرون سنة ومازالت حياته كاسم معتقـَله .. كان يحلم أن يرى أنوار الحرية من جديد ليضم أولاده الذين كبروا وما عاد يعرف أشكالهم ... وانقطعت أفكار أبو محمد بقدوم شابين جديدين فهَب من فوره مع الباقين ليقدموا لهما واجب الترحيب والمواساة وعبارات التشجيع والتصبير ..

في الفرصة كان الشاب الجديد جالساً على الأرض واضعاً رأسه على قبضة يديه المسندة على ركبتيه ، فتوجه إليه أبو محمد ليدعوه إلى الانضمام إليه علـَّه يخفف عنه بعض حزنه .. وكم كانت فرحة أبو محمد كبيرة عندما تعرَّف على الشاب أكثر وعرف أنه من نفس بلده .. وبدأ يستحلفه بالله ليخبره إن كان يعرف شيئاً عن أخبار أسرته وأحوالهم .. ليكتشف بعدها ان هذا الشاب ابنه من لحمه دمه .. ليضمهما عناق طويل وشهقات تحررت من أفواه الرجال ...

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017