هيوستن- أحمد مريسي
في أول حوار له بعد ألبومه الأخير الناجح، يتحدث الفنان المصري حمزة نمرة لـ"عربي21" عن تفاصيل أغنيته الجديدة "داري يا قلبي" التي حصدت تفاعلا كبيرا غير مسبوق، ويبين الأسباب التي دفعته لتصوير فيديو كليب.
كما يكشف صاحب "تذكرتي رايح جاي" عن تأثير مواقفه السياسية على فنه، وكيف تعرض لاضطهاد فني بسبب آرائه التي لا تخالف القانون ولا الدستور.
ويشير نمرة إلى خططه الفنية المستقبلية، وما الذي يحضر له في القريب.
كما يلفت حمزة إلى أنه معروض عليه في الفترة الحالية أن يغني في الأراضي الفلسطيني، مؤكدا أنه لم يتخذ قراره بعد بسبب خصوصية الوضع الفلسطيني، وأن الموضوع قيد الدراسة للأسباب المذكورة في المقابلة.
وفيما يلي المقابلة كاملة:
الألبوم الأخير أحدث ضجة وصدى كبيرا، فما سبب ذلك وهل كنت تتوقع ذلك؟
توفيق من ربي في البداية. لا لم أكن أتوقع ذلك وخصوصا ردة الفعل على أغنية داري يا قلبي، المسألة خرجت بشكل عفوي، اشتغلت على الألبوم في شهر آب/ أغسطس 2017 وكان الهدف أن أنزل في كانون الثاني/ يناير 2018 لكن الأمر لم يحدث بسبب تأخيرات فنية. في منتصف هذه المدة استضافني الإعلامي يسري فودة في برنامجه، وكان هناك عدة أغاني كنت قد أنهيتها، وعندما طلب مني في البرنامج أن أغني شيئا، خطر في بالي أغنية (داري يا قلبي)، وهي أغنية حزينة، ولم أتوقع أن تلقى صدى بهذا الشكل، خصوصا أنها ليست من النوع ذات الانتشار الواسع.
بعد انتشار مقطع الأغنية على مواقع التواصل بشكل كبير، رأيت أنه علي نشر الأغنية "سنجل" بشكل منفرد قبل الألبوم بأكمله.
كان أمامي تحد، وهو أني غنيت الأغنية فقط بالجيتار أول مرة، وعندما بدأت توزيعها، كنت متخوفا من أن تبقى الناس مرتبطة بالشكل القديم للأغنية فقط، لذا كان علي أن أضيف قيمة لها، فقررت تصويرها، وهو ما لم يكن في بالي أصلا.
إذا كل الذي حدث هو أنني كنت مدفوعا بردة فعل الناس الأولى.
لحمزة نمرة لون مختلف من الأغاني تميز بها عن معاصريه من المغنيين. كنت قد أشرت في حديث سابق لك عن الأغاني للقيم والمبادئ، لمن يغني حمزة، وما الذي يدعو له؟
أحاول أن أعبر عن المشاعر التي تراودنا نحن الشباب، ومشاكلنا المتنوعة. ليس شرطا أن يكون هناك رسالة وعظية، إنما حاجة تخاطب الوجدان، أنا أحاول أن أعبر عما بداخلنا ما بداخل جيلي.
برأيي إن الفن ليس عليه أن يضع الحلول أو أن يوجه، إنما هدفه هو أن يعبر ويعكس الواقع، حزن فرحة الخ.
ما دور الفنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي؟
شخصيا أنا لست مقتنعا بالأغاني السياسية المباشرة، هو نوع من الفن بالتأكيد، ولكن لا أحبذه، أنا أميل للأغاني التي لديها أكثر من تأويل ومعنى ولديها ربما خلفية سياسية، فالذي يريد أن يسمعها بشكل عاطفي له ذلك، والذي يريد أن يسمعها بشكل سياسي أو اجتماعي أو حتى شخصي فله ذلك. لذلك أنا أرى أن هذا الأمر يطيل عمر الأغنية بدلا من أن تبقى محصورة في حدث سياسي فقط.
بما أنك ذكرت الأحداث السياسية، هل على الفنان أن يبدي آراءه السياسية؟
الآراء السياسة ستضطر أن تدفع ثمنها، وقد يصل الأمر إلى منعك من إيصال فنك ورسالتك لجمهورك، لذا يجب أن تضع ذلك في حسبانك. من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه طالما لا يخالف القانون ولا الدستور، ومن المفترض أن لا تعاقبه السلطات استنادا على رأيه، سواء كان معارضا أو مؤيدا، لكن ليس هذا ما يحدث.
هل تعرض حمزة لاضطهاد فني؟
نعم بالتأكيد، لا أستطيع أن أنكر ذلك، فما عبرت عنه خلال الأحداث الجارية والذي كان في إطار القانون، دفعت ثمنه، ومنها عدم نشر أغاني في الإذاعات الوطنية المحلية.
شخصيا لا أعتقد أن هناك أمرا مباشرا للمنع، لكن في حالة الاستقطاب الكبير الحاصل في الدولة، قد يعمل أحدهم على إرضاء مديره بمنع أغاني حمزة نمرة في تلك المؤسسة.
هل حمزة ممنوع من دخول مصر؟
لا. ليس لدي أي مشكلة قانونية في ذلك، وأنا الآن مقيم في لندن بسبب تصويري لبرنامج ريميكس والذي أحتاج فيه إلى التنقل والترحال، لذا فالعودة إلى مصر ستبقى معلقة حتى إشعار آخر.
طبعا بالتأكيد الواحد يتمنى الاستقرار في وطنه.
ما هو التالي لحمزة، بعد ريميكس، والألبوم الجديد؟
القادم هو الموسم الثاني من ريميكس، صورنا العديد من الأغاني فيه، وبقيت مجموعة أخرى، جميع الأغاني متنوعة، من فلسطين المغرب جزائر تونس الأردن الخليج العربي. ستكون جولة موسعة وأفكارا جديدة.
الحفلات القادمة، هناك حديث عن إحياء حمزة نمرة حفلا في فلسطين، هل سيذهب حمزة إلى الضفة الغربية؟
أنا شخصيا أتمنى من كل قلبي أن أحيي حفلا بين أهلي الفلسطينيين وأدعم صمودهم الثقافي، لكن ما تزال المشكلة في كيفية الوصول إلى هناك، وما هي الإيجابيات والسلبيات في ظل الوضع الحالي.
ما زال الموضوع قيد الدراسة وعرض الأمر علي عدة مرات. أنا شخصيا لا يمكنني بالتأكيد أن أكون مطبعا مع الاحتلال الإسرائيلي لكن في نفس الوقت لا أريد أن أصبح ضمن خطة العزلة الثقافية والفنية للفلسطينيين.