برز اسم لمى خاطر ككاتبة فلسطينية ذات قلم رصين ورأي وطني حر، اشتهرت من خلال مقالاتها المنتشرة في عدد من الصحف والمواقع المحلية والعربية بآرائها الداعمة للمقاومة الفلسطينية، والمنحازة لقضايا الأمة العربية والإسلامية العادلة، ومناصرتها للمظلومين في كل مكان، فكانت رأيا وقلما وصوتا وأما ومربية وقدوة لكل حرة أبية.
خطت لمى (42 عاما) سيرتها الذاتية البطولية بمواقف جريئة تعبر عن المرأة الفلسطينية الحرة والمقاومة وسط بيئة معادية من الاحتلال وأعوانه، جعلتها في مواجهة البطش والتهديد وجها لوجه، فتعرضت وعائلتها لكثير من المضايقات والاعتداءات، كان آخرها الاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء من بيتها في الخليل، واقتيادها للاعتقال بعد احتضانها لطفلها، فضج لهذه الصورة الأليمة الشارع الفلسطيني وكل من بقي في أحشائه بقايا ضمير.
"يسع المرء أن يعيش حرا حتى ولو بحكم الجغرافيا يخضع لاحتلال أو اثنين، ويسعه أن يكون قويا حتى لو جرد من سلاحه، هذا قراره وحده، ينجح بتنفيذه بقدر علو قيمة الكرامة والحرية في روحه. وعش دون رأيك في الحياة مجاهدا.. إن الحياة عقيدة وجهاد".
بهذا الثبات رسمت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر نموذجا للمرأة الفلسطينية المجاهدة، وضربت مثلا يحتذى به في المقاومة والرأي الحر.
لم يكن الاعتقال محطة الاعتداء الأولى التي تعرضت لها خاطر حيث واجهت استدعاءها للاستجواب من قبل الاحتلال أكثر من مرة، إضافة لحملات المداهمة والتفتيش المستمرة لمنزلها.
عانت الكاتبة لمى خاطر من قمع وملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ضيقت عليها الخناق لثنيها عن كتاباتها النقدية لممارسات السلطة التي تخالف القانون وعادات وقيم المجتمع الفلسطيني، فكان من بين ما تعرضت له الاعتداء عليها بالضرب المبرح من قبل عناصر نسائية من جهاز الأمن الوقائي خلال مشاركتها في اعتصام لعائلة المعتقل السياسي رائد الشرباتي عام 2012م.
ووصل الأمر بالأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الضغط على زوجها من أجل إسكات صوتها الحر، واعتقل زوجها حازم الفاخوري لدى جهاز الأمن الوقائي وجهاز المخابرات العامة وتعرض للتعذيب والمضايقات والشتائم، كما صادرت أجهزة الأمن حاسوبها الشخصي وفتشت منزلها عدة مرات.