الرئيسية / ثقافة وأدب
الكوميديا السوداء فن الخروج من العزلة
تاريخ النشر: السبت 28/07/2018 12:40
الكوميديا السوداء فن الخروج من العزلة
الكوميديا السوداء فن الخروج من العزلة

الكاتبة: آية عماد
الكوميديا السوداء فنٌُ يؤديه الممثلون لإضحاك الجماهير وإخراجهم من حالة الكبت والعزلة التي تُحال دون حرية التعبير عما يجول في خاطرهم سواء عن الحياة الاجتماعية والسياسية التي تدور حولهم.
ولعل أشهر فناني الكوميديا لعبوا دوراً في الساحة العربية والفلسطينية على وجه الخصوص، فقد تخطت الكوميديا الساخرة و السوداء الحدود فيما تسمى بالخطوط الحمراء بالمواضيع التي يصعب الخوض فيها والتي يتلقاها العامة بشغفٍ كبير وتحاربها الرقابة.
بلا شك أن الكوميديا السوداء تجسد مواضيع تمس بأمور السياسة والجريمة والواسطة و الرشاوي وعرضها بطريقة هزلية، تحرك مواكب البحر الهادئة.
فنحنُ نشاهد مثل هذه الكوميديا التي تتركنا للحظة نعيش لحظة الوقائع الحقيقة في المجتمع فتحول البسمة إلى قهقهة الكآبة والقهر، فأول من أضحك جيلنا هو الممثل المصري عادل الإمام على المستوى المصري في مسرحية "الزعيم"، تلاه على الساحة الفنية الخليجية عبد رضا وناصر القصبي الذي اشتهر بكوميديا "طاش ما طاش".
وأتبع الشباب الفلسطيني تجربته في مجال التمثيل في الكوميديا السوداء، وكانت هي الطريقة الناجحة في التعبير عن وضع الكبت والمأساة التي عايشه الشعب الفلسطيني طيلة السنوات الماضية، فكان في طليعة الشباب الفلسطيني هو الممثل عماد فراجين في برنامجه "وطن على وتر".
ونجح عماد فراجين في طرح فكرة برنامج "وطن على وتر" والذي تناول بعض القضايا السياسية والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني بمختلف أحزابه وتوجهاته وعرضها بطريقة ساخرة وأحياناً لاذعة، وناقش قضايا البطالة وقضايا غلاء المعيشة ومشاكل الحصار على غزة وغيرها من القضايا الأخرى.
واهتم برنامج "بس يازلمة" بتنويع مضامينه، فتميز الممثل محمود زعيتر بالتسليط الضوء على نمط الحياة اليومية ومعاناة الشباب وما يعيشوه من اضطهادات سلبية، فأعتبر الأفضل من حيثُ جودة الإنتاج في مجال الكوميديا الارتجالية.
"أضحك كأنه آخر مأساةٍ في حياتك"، يسعى دوماً ممثلي الكوميديا الارتجالية لإضحاك العامة وفتح أبصارهم على الحقيقة وما ورائها، إلا أنهم في النهاية يدفعون ثمن رسم البسمة على شفاه جماهيرهم وتمثيل الوقائع، فهم بهذا يضعون أرواحهم على المحك فأغلبهم يتعرض للتهديد بالقتل عندما يمسُ ذلك شرعية الدولة وخباياها.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017