طوباس: يتحلق عدة شبان حول كومة لوز في حقول عقابا، يرتدي بعضهم قبعات، ويحتمي آخرون بلثام، ويجمعون محصول البلدة التي تعد الأولى في إنتاج هذا المحصول، بحسب تقديرات محلية.
وأفاد رئيس جمعية عقابا الزراعية التنموية، نبيل أبو عرة، وهو يفرز الثمار المصابة بآفة "دبور اللوز": بدأنا اللوز بعشرة دونمات عام 2003 من خلال الإغاثة الزراعية، ثم تضاعفت المساحات إلى 2400 دونم، وفي العامين الأخيرين تراجع الرقم إلى 1950 دونمًا.
وسرد، خلال الحلقة (101) ضمن سلسلة (أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية: يتذبذب الإنتاج كثيراً، وتتأثر الأشجار من الشمس والمطر والهواء، وهناك آفات عديدة تلاحق اللوز، وتشترك الخنازير والطيور، وخاصة أبو زريق في تهديد المحصول، ولا نجد سعرًا مناسبة لتسويق اللوز الأخضر خلال الربيع.
خسائر
وشبه الفتى حمزة البدوي على وقع ضربات العصي، التي طاردت الثمار البعيدة لوز بلدته بـ"الجواهر"، لكنها مهددة، وبدأ البعض في قلع أشجارها؛ بسبب الخسائر المتتالية، وعدم تحقيق أرباح معقولة.
ووصف محمد عدنان، الشاب العشريني، العمل في حقول اللوز بالسهل، لكن إنتاجه هذا العام "يوجع القلب". وقال: يشبه العمل موسم الزيتون، فنغطي الأرض بالخيش أو البلاستيكي، ونستعمل العصي والسلام الخشبية، ونجمع المحصول في أكياس، لكن وقت اللوز أقصر، وتفاصيله أكثر، وشجرته قصيرة العمر.
وبحسب أرقام "عقابا الزراعية"، فإن العام الذهبي للوز كان خلال 2014، حين أنتجت البلدة 128 طنًا، بعائد مليون وربع مليون شيقل.
وعاد أبو عرة إلى القول: "مشكلتنا في الأساس تسويقية، كما أن حساسية اللوز تزيد من أزمتنا، وعادة ما يباع الكيلو الواحد بـ (18) شيقلًا".
ويضم الدونم الواحد 30 شجرة بالمعدل، تنتج كل واحدة 4 كيلو غرامات بالمتوسط، وتحيط الحقول معظم جهات عقابا.
وقال المزارع وجدي أبو عرة إن المحصول هذا العام متواضع، لكنه أفضل من السنة الماضية. ففي عام 2016 أنتجنا 11 طنًا، وفي السنة الماضية لم ننتتج إلا 930 كيلو غرامًا من مساحة 118 دونماً، وفي السنوات الجيدة نجني الأرباح من المحصول، أما إذا تراجع الإنتاج فندفع من جيوبنا.
وأردف: نبدأ المحصول عادة منتصف تموز، لكن كان أبكر هذا الموسم، وتلاحقنا آفات عديدة أبرزها "دبور اللوز"، الذي يتلف الكثير من المحصول.
طقوس
واعتلى العشريني أحمد غنام شجرة في طرف البلدة الشرقي، وقال: أجمع اللوز قبل الظهيرة من الحقل، وفي المساء نزيل القشور عنه، ونستعمل آلة تقشير تترك بعض الثمار على حالها، ونكمل بأيدينا المهمة.
ورسم نبيل أبو عرة دورة العمل في حقول اللوز، التي تبدأ في الخريف، يتخللها 3 حرثات، وإزالة الأعشاب مرتين، والتخلص من الأغصان الجافة، ورش الآفات الحشرية، ومعالجة الصمغ، وجمع اللوز وتقشيره وتسويقه.
وزاد: ينجز العامل الواحد 10 شجرات في اليوم، ويزيل قشور نحو 30 كيلو غرامًا، ويستعمل مزارعون طرقًا حديثًا طورها ذاتيًا لإزالة القشور، ويلجأ آخرون للنساء لهذه المهمة.
واستنادًا لرئيس الجمعية الخيرية، التي تضم 87 مزارعا بينهم 19 سيدة، فإنها تبحث في طرق جديدة لتسويق اللوز، وسط منافسة مثيله الإسرائيلي، وفي ظل ظروف مناخية قاسية، وغياب مياه تفي بالري.
وأضاف أبو عرة: لدينا 3 أصناف أساسية، هي حسن الأسعد (نسبة للمهندس الذي طوّرها)، ونابة، وميم دال.
ولخص: إن تكرر الحال، وإذا تكبد المزارع خسائر متتالية؛ بسبب ضعف الإنتاج، فإن لوز عقاب سيندثر، وسنفكر ببدائل مناسبة كالعنب. ولو تتوفر سبل الري لتغيرت المعادلة، ولتضاعف الإنتاج، لكن الحال الراهن لا يسر، ونحن بالفعل في خطر.