نابلس: كتبت ياسمين عوض
عند السير بين أزقة البلدة القديمة في نابلس وتحديدا حارة الياسمينة، يلفت انتباه المارة من هناك باب صغير أشبه بصندوق قديم مزين بالازهار والورود، ما زال يحتفظ بعبق الزمان الماضي لتعرف انك وصلت إلى اقدم محل حلاقة في مدينة نابلس وهو صالون الحاج وليد حلاوة . 90 عاما بخفة ظله وسمعه الخفيف وقصصه التى لا تنتهى تحدث عن بداية مهنة الحلاقه و التى استمر بها ٤٩ سنه فلم يرث المهنة عن والدة بل تعلمها على يد حلاق يدعا حنا
يبدأ حلاوة عمله في الصباح الباكر " انزل الى المحل الساعة السابعة صباحا وحتى السادسة مساءا، وتعودت على ذلك باسثتناء ايام معدودة تسبق حلول العيدين" مقضيا وقته بين أدواته القديمه التى يحتفظ بها من أدوات الحلاقه والتلفاز والمذياع القديم .
اكثر من يلفت الانتباه لكل من يدخل المحل يتسائل عن مجموعة الصور التى يحتفظ بها على جدران الصالون مجيبا "جميع الصور تلك هي الزبائن المحل الذين فارقوا الحياة ، فهذا مؤسسى حلويات دمشق وذلك شهيد العائلة في حرب الكامة، وتلك صورة والدي المرحوم".
ومع استمراره في حديث قارن بين الزمن الماضي والحاضر" حيث في ايام الاجتياح لمدينة نابلس كانوا يأتون له في بيته للحلاقه" وقد اعتداد ان ينقل بعض معدات الصالون معه حيث كانت فترات منع التجول تستمر اياما طويلة واحيانا اسابيع.
وينتقد حلاوة شباب اليوم " هؤلاء يسعون لتقليد آخر صيحات الموضة في الحلاقة التى أطلق على بعضها اسم حلاقة "الديك "وغيرها.
ورغم مرور كل هذه السنين ظل متمسكا لرفضه استبدال محله بمحل آخر ليبقى معلما من معالم مدينة نابلس ومزارا للكثيرين من زوارها.