من اشتدّ الظلام ..أصبحت أعي أنه من المفروض وجود مسلك للنور ؛ لتتسرب منه... ابكي الآن وابتسم لذكرى الأمس حسرة ع نوره ...ربما هو حلم بارد في ليل شتاء قارص لا اعلم ..ولا استطيع أن أفعل شيء سوى مراجعة ما حصل للتأكد من أنه واقع وليس من وهم الخيال.. بحثت عن وسادتي فلم أجدها ..لاتكئ عليها لم أجد سوى جثث متناثرة حولي فأردت أن أجمعها ..لأجعلها البديلة عن وسادتي المريحة الضائعة ..عند جمعها لمحت سراب غطائي الملون المنثور من حولي فاقتربت من أشلاء الغطاء ..فغشني السراب ..لان الأشلاء لم تكن قطع لحافي؛ بل كانت قطع من أعلام بلادي ..بلاد العرب لملمتها فعقدتها ..لأتدفأ من حرارة ألوانها ..لأنني للحظه سوف أتجمد من الواقع ومن الجو القارص اللاذع ...احتضنته كطفل كان ضائع عن أمه، الشهيق في صدري يتبعه الزفير هدوء عم المكان ..يا له من زمان قلبي خرج من صدري يعم فوضه صامته ضجيجها في قلبي لا احد يتأذى من صوتها سوى نفسي الصماء كأن قلبي قنبلة بدا العد العكسي لتنفجر ..لكن هذه القنبلة ليس لها صوت صاخب بل هي ما بداخلي وان انفجرت فإنها في بداخلي تنفجر ..وقلبي وأحشائي الوحيدة التي لا تتألم ..ولسان لا يتكلم أصبحت أحشائي الثرثارة تزعج الكون الأصم ومن اشتدّ الظلام ..اشتد الحزن في عيني اليسرى فكتفت في رمش الدمع ..وكأنه شهب أناره الظلام للحظه وانطفئ... أما عيني اليمنى رفضت أن تبكي ..لأنها لا تدمع إلا باسم الفرحه...
نوف حسن بني عودة