كتبت شيماء عطا
كالقلعة الشامخة، يزينها عمود يميزها عن غيرها, احد معالم دير أبو مشعل غرب رام الله القديمة, حولها ثلاثة برك تحميها ,ترعاها ،تضمها كما تضم الام اطفالها، وحولها سور منيع وحصن بديع, وتعد منارة لأهلها ولأهل من حولها, كانت شريان الحياة للقرية والقرى المجاورة, رونقها الجمال, هيبة موقعها جعل منها اخر حصن تخرج منه الدوله العثمانية , الا وهي بركة العامود.

الاستاذ عبد الفتاح سليمان " وهو حجر اساس تاريخ دير ابو مشعل " بتعريفه بالبرك الرومانية يقول:" اشتهر الرومان بالنحت بالصخر وبناء المدرجات, والنحت البارز,والبرك الرومانيه وكان لبركه العامود النصيب الاوفر من هذا الابداع والتميز, وبالرغم من انها فريده ولكنها لم تكن الوحيدة, فقد نحت في الطرف الجنوبي من ديرأبو مشعل ثلاثة غيرها (بركة العقدة,البركة التحتا,وبئر العسل) .
كلها اثار رومانية, تربعت على عرشها بركة العامود التي تقع شرق القرية, مستطيلة الشكل طولها يزيد عن عشرين متر وعرضها حوالي 11 متر ,العمق يتفاوت مابين 10-15 متر, ارتفاعها 12 متر. الجهة الجنوبية 6 أمتار والشمالية حوالي 10 امتار .نحتت أيام الرومان في الصخر, وحفرت بالأيادي عن طريق (الزميل والشاكوش ) ادوات بسيطة بدائية ابدعت التصميم, أرضيتها صخرية ولا تتسرب منها المياه.
وأضاف سليمان أنها كانت تستعمل أيام لتخزين المياه, وقد تجلى هذا الاستخدام زمن الاتراك لسقي الاغنام , كما استخدمت في البناء.
كانت تحاط بالغابات والأشجار الكثيفة, وكانت في الزمن الماضي تصل اليها قنوات من المياه, وتملأ من مياه الأمطار كل عام, وعند امتداد البناء جنوب وشرق وشمال البرك لم تعد تصل اليها مياه الامطار .
كان يوجد في الجهة الجنوبية حوض من الحجر منحوت في الصخر يوضع فيه الماء وتشرب منه الاغنام, في الجهة الغربية من البركة يوجد مدخل يصل من الاعلى الى الاسفل , ومن المتضح انه كان يستخدم في الصعود والنزول الى البركة أيام الحفر وحتى أيامنا هذه, والى الجنوب منه يوجد قصَة منحوتة في الصخر.
وأشارسليمان أن للبركة الفضل في تعليم شباب قرية دير أبومشعل والقرى المجاورة السباحة في فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينبات من القرن الماضي."
وأفاد ساري موسى عضو مجلس قروي ديرأبو مشعل:" أن البركة أو ما يسمى بركة العامود (بسبب العامود الموجود في وسطها), أثر من الاثار التى خلفها الرومان في دير أبو مشعل منذ مئات السنين والتي تميزت بها عن غيرها من القرى, وأشار أن من واجب المجلس القروي وأهالي البلد الحفاظ عليها واعادة ترميمها لأنها خدمت القرية بشكل كبير,
وصرح أيضا أنه تم دعمها من قبل مؤسسة الرؤيا العالمية من أجل اعادة ترميمها والحفاظ على هذه الاثار القيمة, وأن المشروع قائم من أجل تحويل هذه البركة الى منتزه ومنظر خلاب تزين به القريه."
ومن خلال تواصلي مع أحد الجيران المقيمين بجانب البركة أفادني محمد أحمد :" أن البركة بالرغم من أهميتها العظيمة, الا أنها في الصيف تسبب الازعاج للسكان الذين يقطنون حولها بسبب وجود الضفادع, وصوتها المزعج , والنفايات الموجودة بها ,وكونها عميقة فهي تشكل خطر على الاطفال, وبعد التواصل مع المجلس القروي والتعاون معهم تم تنظيفها وعمل سور حولها وحول البرك الصغيرة التي تحاط بها.