الرئيسية / ثقافة وأدب
"متحف نجيب محفوظ".. كأنه الفجر الكاذب
تاريخ النشر: الأثنين 27/08/2018 15:07
"متحف نجيب محفوظ".. كأنه الفجر الكاذب
"متحف نجيب محفوظ".. كأنه الفجر الكاذب

ند ذِكر اسم نجيب محفوظ، لا يتبادر إلى الأذهان سوى شخصٍ واحد هو الكاتبُ المصري الحاصل على "جائزة نوبل للآداب" عام 1988. غير أن ثمّة مصريّاً آخر بارزاً في مجالٍ بعيد عن الأدب؛ هو نجيب محفوظ باشا (1982 - 1974)، طبيبُ النساء الملكي الذي يُعدّ مؤسّس خدمة طبّ النساء والتوليد في مصر.

لكن، هل ثمّة علاقةٌ بين نجيب محفوظ الطبيب ونجيب محفوظ الكاتب؟ بحسب رواياتٍ متطابقة، فإن والد الروائي أَطلق هذا الاسم على ابنه الذي رأى النور عام 1911، تقديراً للطبيب الذي أشرف على ولادته المتعسّرة.

خُلّد اسم محفوظ باشا بإطلاق اسمه على متحفٍ خاصّ بطب النساء والتوليد، داخل "كليّة طب قصر العيني" في القاهرة، ويُعدّ الأكبر والأقدم من نوعه في المنطقة؛ إذ افتُتح لأوّل مرّة عام 1929، وهو يضمُّ قرابة 1300 عيّنةٍ مرضية نادرة للأجنّة، كان محفوظ باشا جمعها بنفسه.

وبالتزامن مع إطلاق الكليّة ميداليةً باسم محفوظ باشا قالت إنها ستُمنَح بشكل سنوي لطبيبٍ "بارزٍ في تخصّصه"، أُعيد، في آذار/ مارس الماضي، افتتاح المتحف بعد أشغال تطويرٍ جرت بتمويلٍ من عائلته، وشملت إعادة تهيئة مساحته، وتجديد أدوات العرض والإضاءة، ورقمنة محتوياته.

"
هدّدت ابنته بسحب متعلّقاته التي قدمتها العائلة إلى مشروع المتحف
"
وإن كان متحف محفوظ الطبيب قد عاد إلى الحياة مجدّداً، فإن متحف محفوظ الروائي لم يُبصِر النور بعد، رغم أن بُشرى ولادته قد "زُفّت" قبل أكثر من اثني عشر عاماً؛ وتحديداً بُعيد رحيل صاحب "حديث الصباح والمساء" في 2006. خلال هذه الفترة، تعاقب عددٌ من وزراء الثقافة الذين اعتبروا افتتاح المتحف أولويّةً. لكن إعلان افتتاحه ظلّ يتأجّل من الحادي عشر كانون الأوّل/ديسمبر (ذكرى ميلاده) إلى الثلاثين آب/ أغسطس (ذكرى رحيله) كلّ عام.

كانت البداية بفاروق حُسني الذي أعلن استجابته لمطالب مثقّفين مصريّين دعوا إلى إطلاق متحف يُخلّد اسم الروائي الراحل، فأصدر، في 2006، قراراً وزارياً بتخصيص "تكيّة محمد أبو الذهب"، وهو مبنى شُيّد قبالة "الأزهر" في القاهرة عام 1703، مقرّاً له. غير أن المشروع لم يلبث أن توقّف بعد أن اعترضت وزارة الآثار على الأشغال التي مسّت المبنى الأثري.

بقي المشروع يُراوح مكانه وصولاً إلى الوزيرة الحالية إيناس عبد الدايم، التي صرّحت، بعد توليها منصبها، في كانون الثاني/ يناير الماضي، بأن ملفّ المتحف مُدرجٌ ضمن أولوياتها. لكن لم يجر إحراز أيّ تقدُّم يُذكَر؛ إذ ظلّت تُكرّر تصريحاتها التي كان آخرها قبل أيّام، حين قالت إنها "تبذل جهوداً كبيرة لافتتاح المتحف"، من دون أن تُحدّد موعداً لنهاية تلك الجهود.

يوم الجمعة المقبل، تحلّ الذكرى الثانية عشرة لرحيل نجيب محفوظ. ومن الواضح أن المتحفَ لن يكون جاهزاً في هذا الموعد، بما أن جميع المعطيات ثابتةٌ عند وضعها القديم. وكانت ابنته، أم كلثوم، قد كشفت قبل عام، أن "قلادة النيل" التي تسلَّمها من حسني مبارك بعد فوزه بـ "نوبل" كانت "مغشوشة"، قبل أن تُلوّح بسحبها، ضمن متعلّقات أخرى لوالدها، من وزارة الثقافة، قائلةً إنها فقدت الأمل في افتتاح المتحف.
العربي الجديد 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017