كتب: محمد ملحم
في رسالة صمود وتحد تبعث الأمل بالحياة، تقدم الأسير الفلسطيني داود هرماس من مدينة حلحول والمحكوم 15 عام و6شهور إلى خطبة الفلسطينية الشابة سهير عرار من بلدة بيت أمر شمال الخليل .
"عشقنا الفرح قبل أن نعشق الحزن، وعشقنا الحياة قبل أن نعشق الموت، ولم يأت علينا الوقت كي نعشق السجن فيه بدلاً من الحرية"، بهذه الكلمات بدأ الأسير داود هرماس من مدينة حلحول حكايته.
هو ليس كأي ارتباط بين شخصين على هذه الأرض، وليست كأي خطبة تتم بين شاب وفتاة كانت خطبة الأسير داود هرماس من مدينة حلحول، والقابع خلف زنازين الاحتلال حيث يقضي حكم مدته ١٥ عام و ٦ شهور، وارتباطه بالشابة الفلسطينية سهير عرار، ولطالما أبدع الأسرى الفلسطينيون برسم صور من الفرح والأمل من بين الآلام المتزاحمة عليهم داخل جدران السجون وزنازين تخنق كل ما يوحي للحياة في ذاك العالم، فرغم أن المسافات هي جبال وقيود، وأغلال وقضبان وأسلاك شائكة، وجدران لكن ما زال الأسرى يصنعون المستحيل ويتحدون السجان بإصرارهم على مواصلة حياتهم .
يذكر أن الاحتلال اعتقل داود بتاريخ 19/5/2005 لنشاطه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومقاومته للاحتلال وقد وتوفيت والدته وهو رهن الاعتقال.
سهير عرار خطيبته قالت لنا: " أنا سعيدة بهذا الارتباط حيث كنت أود بشريك حياتي ان يكون مناضل وله دور وطني، ويكون إنسان متفهم ويؤمن بالشراكة؛ ووجدت تلك الصفات بشخص داخل سجون الاحتلال ووافقت على طلب الخطبة دون أي تردد، وتابعت: فكوننا تحت الاحتلال سنبقى نقاوم الاحتلال ونصمد ونكمل حياتنا وسنبقى ندخل الفرح إلى قلوب أسرانا بتواصلنا معهم ونقاوم الاحتلال بكافة الوسائل فبمقاومتنا ومقاطعة الاحتلال هو واجب علينا للوقوف مع أسرانا وقضية الأسرى ".
وعند سؤالنا لها عن كيفية ارتباطها ؟ قالت : " خطبتها كانت عن طريق صديق لدواود وهو خطيب صديقة لها فطلب إن يتقدم لخطبتي فوافقت دون أي تردد ".
وفاء هرماس شقيقته، قالت : بأن ما فعله شقيقها هو استمرارية للحياة الفلسطينية، وتحدي الاحتلال وسياسته ضد الأسرى، وكان قد طلب داود من عائلته أن يوافقوا على خطبته من الآنسة سهير عرار، فوافقت العائلة على طلب ابنها الأسير وذهبت لخطبة سهير عرار لابنهم الأسير .
سالم تفاحه ابن شقيقته، قال: أن خاله داود كغيره من الأسرى، الذين يتحّلون بإرادة وعزيمة أكبر من قهر السجن والسجان وبارك لخاله على هذه الخطوة التي هزم من خلالها الاحتلال بتحديه وإصراره على بناء مستقبله من بين جدران زنزانة حقيرة توقع الاحتلال أنها ستنهي حياته ولا يكن يعلم انه قد بنى مستقبله بتحدي تلك الجدران واحتلاله.