يقيم الفنان الفلسطيني المقيم في سويسرا، عيسى ديبي، عرضه الأدائي المفهومي الجديد يعنوان "زيتونتي" ضمن معرض "آرت ريفا ماروجيا" الجماعي للفن المعاصر في بلدة ماروجيا السويسرية، في الفترة الواقعة بين 9 أيلول/ سبتمبر وحتّى 7 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

واختار ديبي شجرة الزيتون ثيمةً لعمله الأدائي، متقمّصًا شخصية الفلاح العربي الفلسطيني، في محاولة منه لربط موضوع المعرض المستلهم من أفكار الفنان الألماني المفهومي "جوزيف بوييز"، المتمحورة حول "الدفاع عن الطبيعة". ليفتح باستعارته رمز "شجرة الزيتون"، بما يحمله من مستويات متعددة للقراءة، النقاش حول العلاقة بين الطبيعة والاستعمار في فلسطين.

ويفترض أن يؤدي ديبي عرضه الأدائي في 5 أيلول/ سبتمبر القادم، قبيل أيام من افتتاح المعرض، ليتمّ تثبيت لافتة برونزية توثق العرض كعمل تاريخي بين مدينته، حيفا الفلسطينية، وبلدة ماروجيا السويسرية.

ويقول ديبي: "تمنيت استقدام شجرة من وطني المحتل، ولكن لصعوبات إدارية اخترت ما يشبهها من بيئة متوسطية. في سويسرا ستقف شجرتي الأيقونية بما تحمله من مضامين تاريخية اقتصادية اجتماعية فنية سياسية، وباعتبارها بطلة لعرضي الأدائي الذي أجمع فيه بين الفلاح والفنان المهاجر من مكان لآخر، ومثلها شجرته التي تركها مضطرًا في حيفا، وعثر على شبيهتها المتوسطية في إيطاليا، ليتم نقلها إلى ماروجيا السويسرية".

ولد د. عيسى ديبي في مدينة حيفا عام 1969، وكانت موضوعات الاغتراب والهجرة والاحتلال والوطن ثيمة أساسيّة في أعماله، مثل أعماله الأولى "مكان" عام 1998، و"بيت أحلامي" عام 1999، و"لا شيء جديد، فقط منسي" عام 2000، وصولًا لأعماله الأحدث، بينها "المنفى عمل شاق" عام 2016-2017، و"الوطن الأم" في 2016.

ونجد هذه الموضوعات ركيزة أساسيّةً حتّى في دراساته الأكاديمية، إذ تناول الشتات بالتحليل النقدي كمساحة إبداعية، في رسالة الدكتوراه في الفنون البصرية التي قدمها لجامعة ساوثهامبتون البريطانية.

وشغل ديبي عدة مناصب قيادية في مجال تدريس الفنون والتصميم في عدد من المؤسسات، منها: مدرسة وينشستر للفنون، جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة، والجامعة الأميركية بالقاهرة كأول أكاديمي فلسطيني يرأس برنامج الثقافات البصرية بالجامعة، وغيرها، ويشغل حاليًا منصب محاضر زائر في فنون الشرق الأوسط المعاصرة في جامعة برمنجهام سيتي بالمملكة المتحدة.

ويقام معرض "آرت ريفا" كل ثلاث سنوات، بإشراف الفنان السويسري العراقي الأصل، فاضل العكروفي، بمساعدة الناشطة الإيطالية في مجال الفنون المعاصرة، آنا راديلي.