لا بد أنك سمعت يومًا أن أحد معارفك أو أصدقائك قد أصيب بنوبة قلبية «Heart Attack»، وأنها كادت تتسب بوفاته أو ربما توَفي جرائها.
لا شك أيضًا أنك تعرف أن النوبة القلبية حالة خطيرة ومهددة للحياة تتطلب تدخلًا فوريًا و عاجلًا، إذ أن العلاج الفوري لها قد ينقذ حياة المصاب أو يقلل من الضرر الذي قد يصيب القلب.
لكن، ماذا كنت لتفعل لو كنت أمام شخص يمر بنوبة قلبية؟
قد يعد هذا المقال أحد أهم المقالات التي يجب عليك قرائتها في حياتك .
إعرف الأعراض أولًا!
تختلف الأعراض المصاحبة للنوبة القلبية من شخصٍ إلى آخر، إذ لا يشترط أن تبدأ بألم مفاجئ وحاد في الصدر، فقد تظهر الأعراض بشكل تدريجي وبطيء، مع ألم متوسط وعدم ارتياح.
أمّا بالنسبة لمرضى السكّري مثلًا، قد لا تظهر أي أعراض مصاحبة للنوبة القلبية التي يمرون بها.
تعتمد شدة النوبة القلبية على العديد من العوامل المختلفة، مثل العمر والجنس والحالة الصحيّة.
كما يمكن أن تحدث أثناء فترة الراحة أو العمل على حدٍ سواء.
أكثر أعراض النوبة القلبية شيوعًا (مع التنويه أنه لا يشترط أن تظهر جميعها معًا) هي:
– الشعور بعدم الارتياح في منطقة الصدر ويظهر ذلك كالشعور بالضغط أو الامتلاء أو ألم ضاغط على الصدر يستمر لأكثر من عدة دقائق أو يذهب ويعود مرارًا.
– قد ينتشر الألم ليصل إلى مناطق أخرى مجاورة لمنطقة الصدر مثل إحدى أو كلتا الذراعين أو الظهر، الرقبة، الفك، الأسنان، المعدة.
ضيق في التنفس بشكل غير مبرر مع أو بدون الشعور بعدم الارتياح في منطقة الصدر
الغثيان أو التقيؤ
الشعور بالدوار
التعرق البارد
عسر الهضم
القلق والإرهاق غير المبرر
تميل النساء إلى الإصابة بأعراض أخرى مقارنة بالرجال، كألم في الرقبة أو الكتف أو أعلى الظهر أو ألم في البطن.
ماذا يمكن أن تفعل؟!
إذا أصابك او أصاب أي شخص أنت معه انزعاج في الصدر أو أي أعراض تُشتَبه بكونها مرتبطة بحدوث نوبة قلبية، قم بالتالي:
– إتصل فورًا برقم الطوارئ المعروف في بلدك – قد تفكر في الذهاب إلى المستشفى بسيارتك لكن الأفضل أن تتصل بالإسعاف، ذلك لأن المُسعِفون قد يبدأو بتقديم العلاج أثناء الطريق إلى المستشفى، كما أنهم مدربون على إنقاذ حياة المريض في حالة توقف القلب عن العمل.
ماذا لو لم تستطع الوصول إلى خدمة الإسعاف، و ماذا إذا كنت أنت المصاب؟
في الحالة الإولى قم بإيصال المريض إلى المستشفى بشكلٍ سريعٍ، أمّا في الحالة الثانية – بكونك أنت المصاب – لا تقم بالقيادة إلى المستشفى إلاً إذا كنت لا تملك خيارا آخر.
يتأخر الكثير من المرضى في تلقي العلاج لأنهم يشَكون بأنَ ما يحدث لهم هو الإصابة بنوبة قلبية أو لأنهم للأسف لا يودون التسبب بالقلق والإزعاج لأقربائهم وأصدقائهم.
ماذا تفعل قبل وصول المسعفين؟!
1- حاول طمأنة المريض وإبقائه هادئًا، وإجعله يبقى في وضعية جلوس مريحة.
2 – اطلب من المريض أن يقوم بمضغ قرصٍ من الإسبرين، بشرط ألّا يملك أي حساسية تجاه الإسبرين أو أن يكون الطبيب قد منعه من تناوله (يعمل الدواء بصورة أسرع عند مضغه بدلًا من ابتلاعه).
3- إذا وصف الطبيب لك أو للمريض دواء النيتروغليسرين «Nitroglycerin» مسبقًا، تناول قرصًا منه على الفور، لكن لا تقم بتناوله إذا لم يصفه الطبيب
لك لأن ذلك قد يعرضك للخطر بدلًا من أن ينفعك.
4 – إذا توقف المريض عن التنفس، قم فورًا (أنت أو أي شخص مؤهل لذلك) بالإنعاش القلبي الرئوي«CPR»، أما إذا كنت لا تعرف كيفية القيام بتلك العملية، اتصل بالطوارئ ودعهم يملون عليك ما يجب فعله حتى وصولهم.
كن جاهزا قبل أن تُباغت!
لا أحد يتوقع متى سيواجه نوبةً قلبية (خصوصًا إذا توافرت عوامل الخطورة لدى المريض) سواء كان هو أو أحد أقاربه، لذا من الأفضل للمرء أن يكون مستعدًا، وذلك بمعرفة الاحتياطات والتدابير التي يمكن أن تفيد وتقلل من الضرر قدر الإمكان، ومنها :
احرص على معرفة الأعراض المصاحبة للنوبة القلبية والعلامات التحذيرية.
تذكر حاجتك إلى الاتصال برقم الطوارئ المعروف في بلدك خلال خمس دقائق من بدء ظهور علامات النوبة القلبية.
تحدث إلى عائلتك وأصدقائك عن العلامات التحذيرية وأهمية الاتصال الفوري بالطوارئ.
اعرف عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابتك بالنوبة القلبية وحاول التقليل منها قدر المستطاع.
ضع خطة النجاة من النوبة القلبية والتي تتضمن معلومات حول الأدوية التي تتناولها، المواد التي تسبب الحساسية لك (أغذية، أدوية …إلخ)، أرقام هواتف أطبائك وأرقام هواتف الأشخاص الذين يمكن الاتصال بهم في حالة الذهاب إلى المستشفى.
احتفظ بهذه المعلومات في محفظتك.
ننهي القول بالتأكيد على أهمية التصرف الفوري والحكيم ودوره الهام في إنقاذ أرواح كثيرة، فكلما استغرق تلقي العلاج مدة أطول كلما كان الضرر أكبر وقلت فرصة النجاة أكثر.
يجب علينا ألّا ننسى بأن نصف من يموتون بسبب النوبة القلبية يموتون خلال الساعة الأولى منذ بدء الأعراض!
المصدر:انا أصدق العلم