أعلنت اللجنة المنظمة لـ “قلنديا الدولي” أن الثالث من تشرين الأول 2018، سيشهد إطلاق النسخة الرابعة من هذا الحدث الفني والتي تستكشف موضوع “التضامن”، وتُنظّم في القدس، وغزة، ورام الله، وبيرزيت، وحيفا ومجدل شمس، وعمان إضافة إلى عدة قرى فلسطينية بمشاركة العشرات من الفنانين الفلسطينيين والعالميين. كما سيُنظَّم برنامج للفعاليات المصاحبة التي تناقش ذات الموضوع في مدن حول العالم، من ضمنها: نيويورك، وسان فرانسيسكو، وأولمبيا (واشنطن)، وكيب تاون، والدوحة، ودوزلدورف، ولندن، وسوانسي.
ويثير “قلنديا الدولي” النقاش هذا العام حول مفهوم “التضامن” من خلال برنامج يمتد على مدار شهر من المعارض، والحوارات، وعروض الأفلام، وورش العمل، والجولات الميدانية، وغير ذلك من التدخلات الفنية والفعاليات الثقافية المختلفة. وسيتم استكشاف هذه الفكرة من خلال الانفتاح على التجارب العالمية، مع صياغة التجارب المحلية والتفسيرات المعاصرة.
ويفتتح قلنديا الدولي 2018 فعالياته في القدس؛ فيستكشف معرض “فاصلة” الذي ينظمه حوش الفن الفلسطيني معاني التضامن وعلاقتها بالحاضر الفلسطيني بمشاركة عدد من الفنانين الفلسطينيين والعالميين. وتطلق مؤسسة المعمل للفن المعاصر معرض “على أبواب الجنة التاسع: القدس واقع واحتمالات” الذي يسعى للبحث في المجموعات، والأرشيفات، والمؤسسات الموجودة في المدينة بهدف رفض “الواقع المفروض” والتساؤل حول مكانية، وكيفية، وزمانية القدس.
في غزة، تقدم مجموعتا التقاء وشبابيك معرض “بين الجميع قربت آمادا”، وهو معرض يركز على مفهوم التضامن في سياق الوضع الراهن في غزة. وستقدم مؤسسة عبد المحسن القطان بالتعاون مع متحف جامعة بيرزيت معرض “مدينة اللد: الحديقة المغيبة” الذي يدعو الفنانين إلى دراسة أوجه الاختلاف والتشابه التي تتناول نموذج التخطيط الاستعماري البريطاني المُستحضر، وما ينطوي عليه من أشكال مكانية وأخلاقية، والتحول الذي شهدته مدينة اللد، وممارسات التطهير العرقي الذي تعرضت له المدينة وجعلها معزولةً عن محيطها بشكلٍ تعسّفي، وسياسات التخطيط العرقي المنهجية التي تهدف إلى إضعاف المجتمعات الفلسطينية وقمعها لصالح المهاجرين اليهود. وسينظم المتحف الفلسطيني إطلاق كتاب وجولة في معرض “غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني” الذي يستكشف التطريز الفلسطيني من خلال بحث علاقته بالنوع الاجتماعي (الجندر)، والطبقات الاجتماعية، وموازين سوق العمل، وظواهر تسليعه، مُركزًا على أوجه التضامن التي تتكشف في الممارسات التاريخية للتطريز الفلسطيني وفي تحوله إلى رمز وطني.
هذا ويتفحَّص معرض “دَين” الذي ينظمه مركز خليل السكاكيني الثقافي الكيفية التي غیّرت فهمنا لدور التضامن في الممارسات الفنیة والثقافیة من خلال الدَين وأنظمة السوق، ویأمل المشروع استكشاف أفكار وأشكال أخرى من التضامن، ضمن الاقتصاد الثقافي القائم، وتلك القائمة رغمًا عنه من خلال النظر في ممارسات فنية موجودة وإعادة النظر في طرق العمل معًا.
من خلال سلسلة من الحوارات والسرحات والتدخلات بعنوان “عونة: تجميع، تبادل، وتعاضد”، سيقوم رواق بمعالجة ومحاولة إلقاء الضوء على البيئة المبنية كوسيلة من وسائل العمل الجماعي ووسطًا للتفكير في مفاهيم مثل الاستقلال والمجتمع.
وتتوج بلدية رام الله برنامج الإقامات (ممرات) بمعرض “الحراك الدائم” الذي يدعو الفنانين لاستكشاف “السؤال الاجتماعي” بشكل تفاعلي مع مفهوم “التضامن” لا سيما بالانفتاح على التجارب العالميَّة وخلق تجارب محلية معاصرة.
يتضمن الأسبوع الأول من قلنديا الدولي جولة إلى مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وسيزور المشاركون في الجولة عدة محطات تحمل معاني التضامن من ضمنها: مركز فاتح المدرّس الفني، ووادي الصيحات، وتل الفخار، والمنطقة المطلة على القرى السورية المدمرة حيث توجد آثار أكبر مدينة في الجولان.
يُذكر أن قلنديا الدولي انطلق في العام 2012 كمحفل ملهم للفنون المعاصرة، وينظم كل عامين في عدد من المدن والقرى الفلسطينية، ساعيًا إلى تعزيز دور الثقافة في فلسطين، وترسيخ مكانة فلسطين الثقافية في العالم، وذلك من خلال إنتاج سلسلة من المعارض، إلى جانب عروض الأداء، والحوارات، وعروض الأفلام، وورش العمل، والجولات الميدانية التي تفتح الآفاق أمام إطلاق الحوار وتعزيز التبادل على المستويين المحلي والدولي. ويعمل القائمون على قلنديا الدولي، الذي يجيء نتاجًا لشراكة عريضة بين طيف واسع من المؤسسات العاملة في حقليّ الفن والثقافة، على تضافر جهودهم ومواردهم وخبراتهم من أجل تنظيم هذا الحدث الدولي، في محاولة للتغلب على كثير مما يفرضه الواقع من تحديات وصعوبات.