كتبت بيسان خاروف
داخل الغرفة "44"من قسم 10، في سجن نفحة؛ يقبع الأسير " محمد مصطفى ذره" من مدينة قلقيلة، يجابه مرور الأيام، عسى أن تفتح أبواب السجن اقفالها ويعود لحريته المنتزعة منذ 15 عاما, ها هو من بعدها يرقب ظهور شيب رأسه وتقدم العمر في ملامحه، وينتظر أن يخرج من حكمه المؤبد.
الأسير ذره والذي بدأت قصته في السجون الاسرائيلية عام 2003 حيث انضم خلال الانتفاضة لكتائب شهداء الأقصى ليصبح مطارداً, وفي إحدى اللّيالي جاء لزيارة العائلة بعد توقه لهم فكان لابدّ من لقاء يعطيه دفعة خلال انخراطه بالعمل مع تنظيمه، وفي تلك الأثناء تفاجأ بمحاصرة الاحتلال منزل عائلته واعتقلوه..
شكل اعتقال محمد ظروفا صعبة للعائلة, فقد هدم الاحتلال منزلهم, بالتزامن مع صدور الحكم بالمؤبد على ابنهم؛ حيث بلغهم الاحتلال بالحكم وباشروا بتنفيذ قرار الهدم ليكون يوم محاكمته من أصعب ما وقَع على العائلة طوال حياتهم.
خلال السنة الثالثة من اعتقال محمد توفي والده فحُرِمَ من وضع قبلة اخيره على جبينه, أو من مشاركة العائلة أيّاً من تفاصيل مصابهم إلا بقليل من المواساة عن بُعد حاول محمد أن يبثّها لأهله رغم مصابه، لكن محمد المعروف بطيبته محبته أصرّ أن يكون مصدر قوة لأهله, فلم يتوانى عن بثّ الصبر في أمه وعائلته كلّما أتيح له الإتصال بهم.
يصر محمد على الثبات ومواصلة الحياة رغم القيد فلم يثنه السجن عن إنجاز العديد من الدورات والقراءة معظم الوقت، لينجز العديد من الدورات تحت ضغط السجّان, كما يدرس الآن تخصص الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة. يسأله من رأى فيه القوة والجلد عن مصدر ثباته، فيجيب محمد أن والدته هي السبب الذي يبقيه صابرا ومحتسباً، آملا ان يلقاها بعد سنوات الفراق.
15\9\2003 اعتقل محمد وحمل معه إلى السجن آمالاً لم تنطفئ, فبداخل الشاب المكافح هنالك الكثير من الحياة تنتظر الحرية ليعيش تفاصيلها بين أهله, خلال ال15 عاماً التي مضت تنقل بين مختلف السجون كأقرانه من الأسرى كما جرت عادة السجّان الإسرائيلي لإرهاق الأسرى في محاول للنيل من عزيمتهم, فقد تنقل بين سجون ريمون وجلبوع وإيشل ونفحة وهداريم. وها هو الآن يدخل سنته السادسة عشر, ولا يزال يأمل نيل حريته مجدداً.
..