بقلم: #محمد_محمود_أبو_عرب
ثُمَّ قُلتُ لهُ بوجهٍ ساخر، وهو يَغلي غَيظاً وغَضباً، أُريدكَ أن تعمل معي، قال: وبماذا؟، قلتُ له في تجارةِ السلاح، الأسعارُ عندكم رخيصة والتسليم في (تل أبيب) ولا تسأل أكثر عن التفاصيل، فقال: أتَظُنُّ أننا مثلكم نخون، نحن كل فترة نُعرَض على جهاز فحص الكذب، فقاطعته: لا أريدُ جواباً الآن، فكر ولا تنسى المردود المالي الكبير، بتستفيد وبتفيد، فقال: سَتَندَمُ في المحكمة، ضَحِكتُ بازدراء وقلت: (بَند مُحاولة التجارة في المحاكم الإسرائيلية من شهرين لثلاث، والكبيرة بتوكل الصغيرة وحط عَ الكوم، بعدين فش دليل)، فقال: ستتعب بالإداري (توقيف على ذمة الشاباك بدون حُكُم) قلت له فكر بالعَرض ولا تتسرع، الحياة فُرَص.
خرجَ ضارباً الباب بِهِمَّةِ جَمَلٍ حاقد، وكلماتي وقَهْقَهاتِي تلاحقه، لا تُخبر أحداً وفكرر بالموضوع.
أسدَلَ الهدوءُ سِتارهُ على مكتب التحقيق، ماذا فعلت بنفسي؟!. أيُّ نوعٍ من الجنون هذا؟!.
هُنيهاتٌ قليلة وانفجرَ الباب ودخل الأوباشُ تِباعاً، الميجر يوئل مدير مركز تحقيق (بيتاح تيكفا)، الكابتن شيمش وستيفان وعاموس وإيتسك وآخِرُهُم خصمي وغريمي الخجول، صاحب الوَسَامَة والعيون الخضراء، نائب الميجر الكابتن عَرَاد.
يوئل يصرخ بلكنة عربية ثقيلة : أبو عرب أنت مين مفكر حالك انت مش عارف مع مين بتلعب، مليون واحد قعدوا
مكانك وما طلعوا معنا براس، إحنا بنِدفنك هون فاهم؟؟،
قاطَعتُهُ بكشرة المُدعي العصبية: هوو.. هو، مالك هاجم؟ تشدش ع حالك، مالك يا عمي؟ شو بدك؟ ولّا عشان مكلبَش؟ فك الكلبشات عشان نتفاهم، وهنا تبدأ الكلاب بالنباح، يوئل يُسكت الجميع ويقول بعصبية هادئة: أبو عرب انت شو طلبت من كابتن عراد؟.
أنا: مين عراد يا زلمة؟ يعني بدكم تحَولُوا المزح لجد؟، مَزَحنا مزحة مع الزلمة راح يِعَيِّطِ ويشكي زي الأطفال.
وأَستَمِرُّ بِتهَكُّم واضِح وبحركةِ يد: (قال نائب الميجر قال!!!) هاد لازم شوفير الميجر وكتير عليه، أصلاً كيف صار محقق!!! يا عمي الواسطة بتعمل كل شي.
نظرتُ إلى عراد وضحكت، وَلْ يا عراد فش مزح معك، بعدين حكيتلك فكر لحالك بالعرض جايبهم يفكروا معك.
بعدَ ذلك لم أعُد أسمع من صراخهم وعواءهم لكني عَظمت في عيني وجعلت أُرَدِد بِكِلِّ كبرياء (واللهِ أوهنُ من بيتِ العنكبوت).
من روايتي #بيت_العنكبوت