الرئيسية / الأخبار / فلسطين
نهر العوجا يحتفظ بجماله رغم سبعين عاما على النكبة
تاريخ النشر: الجمعة 26/10/2018 20:20
نهر العوجا يحتفظ بجماله رغم سبعين عاما على النكبة
نهر العوجا يحتفظ بجماله رغم سبعين عاما على النكبة

نابلس: من اسراء بشارات
مساحات خضراء وأشجار عملاقة تحيط بضفاف نهر العوجا الذي تطلق عليه الدولة المحتلة (اليركون) والذي يُعتبر ثاني أكبر أنهار فلسطين من حيث كميّة المياه المُتدفقة فيه والنابع من منطقة رأس العين و يبلغ طوله (27.5 كم) يحمل في جُعبته الكثير من الحكايا والجمال، ويخترق مناطق واسعة وصولا إلى شاطىء يافا حيث تصب فيه المياه، مشكلا مساراً مائياً وبيئياً عملاقاً كما وصفه مصفى الدباغ في موسوعته «بلادنا فلسطين»: "إن منظر ضفاف نهر العوجا من أبدع مناظر فلسطين، بما فيه من خضرة وجنان زاهرة ".

ويشير الباحث عمر عاصي في بحث نشره في مجلة آفاق البيئة والتنمية ان للتجول عند هذا النهر خاصيّة مميزة، فمجرى النهر ليس مستقيمًا ولا منحنيًا ككثيرٍ من أنهار فلسطين، فلو تأملنا مجرى النهر لوجدنا تعرّجات كثيرة على شكل حرف "اوميغا" اليوناني، وهذه الظاهرة تصنف في علم الأنهار باسم Meander وهناك أنهار كثيرة حول العالم تتميز بهذا الشكل وتبدو فيها هذه الظاهرة أوضح.
أخضر وبديع !
أبرز ما يتميز به نهر العوجا لونه الأخضر وأحيانا اللون الأصفر فقُد تكون "خُضرة" المياه مؤشّرًا لتلوّث النهر، ولكن في نهر "العوجا " حتى المياه النقيّة الممتازة تبدو خضراء، بالأخص في القسم العلوي من النهر والقريب من المنبع عند "رأس العين"، حيث تُرى زهور "النيوفلر الأصفر" البديعة، وتنمو على الضفاف فاكهة توت العليق البري اللذيذة، كما الشلالات الصغيرة التي يستمتع البعض بالاستحمام عندها في تجوالهم عند النهر ويعتبر من أهم مصادر المياه العذبة في فلسطين ويحتوى على ثروة مائية وسمكية واقتصادية ضخمة.


بعد احتلال فلسطين وتزايد أعداد المستوطنين بشكل غير طبيعي، بدأت عمليّة استنزاف لمياه النهر بشكل أدى إلى تجفيف هائل للنهر، وبالأخص في الخمسينيات حين بدأ بن غوريون بتشجيع الاستيطان في النقب وبلاد بئر السبع فأنشأ مشروعاً لجر قسم كبير من المياه إلى المستوطنات الجديدة، واستمر الاستنزاف حتى بدأت تظهر آثاره الوخيمة وبالأخص بعد تزايد الشركات والمنشآت الصناعية على الضفاف.

ونوه عاصي الى انه لم تنحصر الأضرار على ضفاف النهر على المياه أو النباتات والحيوان، بل طالت العديد من القرى الفلسطينية التي كانت في هذه المنطقة من فلسطين حيث تم تهجير كُل القرى في محيط النهر، وكانت أكبر هذه القرى "عرب أبو كشك" حيث امتدت أراضي أهلها على مساحات شاسعة جدًا تصل إلى البحر الأبيض، وأشهرها قرية "الشيخ مونس" التي أقيمت على أراضيها جامعة تل أبيب، كما كانت هناك قرى صغيرة جدًا لا تزال بعض آثارها قائمة مثل "المحمودية" و"المر" و"جريشة" وهذه أفضل حالًا من القرى التي لم يبقَ منها أي أثر مثل "الجماسين" و"عرب السوالمة".
وحسب الباحثون فان أصل الاسم كنعاني وليس عبراني وأيضا يسمى نهر" الطواحين" لكثرة الطواحين عليه في الماضي و نهر( الجريشة حيث كانت الجريشة منتزه لأهل مدينة يافا لما كان يحيط به من المناظر الجميلة الخلابة) ويسمى نهر الهدار وسمي أيضا بنهر" أبي فُرطس" وفي الماضي القديم سمي بنهر" الرملة" .

ويبلغ أعمق نقاطه 5 أمتار ومتوسط عمقه 4 امتار واما عرضه فيبلغ 35 مترا مما جعله مجرى مائيا صالحا للملاحة ويقدر تصريفه السنوي 340 مليون متر مكعب ترتفع وتنخفض بالشتاء والصيف.
نهر العوجا ومع اختلاف تسمياته يحمل الكثير من حكايا أرض فلسطين منذ معركة أفيق قبل ألف عام من الميلاد مرورًا بنكبة عام 48 وحتى يومنا هذا، كما أنه من أجمل أنهار فلسطين حتى لو كانت مياهه تميل إلى الخضرة أو الصفرة أحيانًا، إلا أن مشاهد أشجار الكينا والنيوفلر الأصفر على الضفاف بديعة جدًا ولا تتكرر كثيرًا في فلسطين المحتلة ولهذا علينا أن نعيد استكشافه والإصغاء إليه جيدًا!
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017