الرئيسية / الأخبار / فلسطين
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات
تاريخ النشر: الأحد 28/10/2018 05:08
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات

كتبت دينا الصالحي

سوق تراثي قديم يشبه الأسواق الدمشقية بأقواسه وشعبيته، ليحمل فيه قصص وحكايا يرويها الأجداد لأبنائهم ،فأثناء سيرك في السوق الشرقي القديم لمدينة نابلس سترى كل ما لا يمكنك أن تراه في الأسواق الغربية المنافسة، ليبقى له عبقاً تارخياً خاص لا يمكن الإستغناء عنه مهما تطورت الأزمان .
"السوق الشرقي كان الوجهة الأولى لأبناء مدينة نابلس وقراها المجاورة قديماً، فلم يكن هناك أي أسواق منافسة، وما زال كبار السن لغاية الآن يأتون من جميع مناطق المدينة ليبتاعوا منه فهو لا يزال محافظا على عراقته وتراثيته"، هذا ما قاله سعد المناور الستيني العمر، وهو بائع بهارات في السوق القديم.
ويضيف المناور "مهما تطورت الأسواق وزاد عددها في مدينة نابلس فليس لذلك تأثير يُذكر على نشاط تجارتنا فسكان المدينة والسياح لا يستطيعوا الاستغناء عن هذا السوق أبداً، فهم يجدوا فيه مالا يمكن أن يجدوه في الأسواق الأخرى."
يتابع المناور "يمتاز السوق الشرقي ببساطته وطيبة زبائنه، فالأسعار هنا تناسب الجميع نظراً لأن الأرباح محدودة ،كما يمتاز السوق بازدحام الناس فيه وكثرة السياح والعربات المتنقلة، التي باتت جزءاً لا يتجزأ من هذا السوق."

على الرغم من عراقة السوق الشرقي ونبضه الدائم بالناس إلّا أن هناك بعض المشاكل التي تزعج الزائرين فيقول أبو علي الصالحي، وهو أحد تجّار سوق الخان القديم "أن التاجر يحتاج في بعض الأحيان لتوسيع بسطته التجارية، بالتالي تصبح الطريق ضيقة للمارين مما يحدث أزمة مرورية وحالة من الفوضى، وهذا يمكن أن يكون سبب لهروب البعض وعدم رغبتهم بزيارة السوق."

ويضيف أبو علي " لابد من وجود قوانين رادعة لأصحاب المحلات المتمادين في توسيع بسطاتهم ،وبحكم ضيق سوق الخان وتعديهم على الطريق تتكون أزمة خانقة وازدحام في حركة السير مما يولد مشاكل كثيرة للمارين ،بالتالي يصبح الناس وخاصة السيدات لا يفضلوا الشراء من محلاتنا التجارية."
ويذكر الصالحي " على الرغم من سعي بعض التجّار للتنويع في بضائعهم إلّا أن زبائننا أغلبهم من أصحاب الدخل المحدود، فالبضائع معظمها شعبية وأسعارها تتناسب بالدرجة الأولى مع أهالي القرى والريف."
ويقول الدكتور نائل موسى وهو أستاذ إقتصاد في جامعة النجاح "أن الأسواق الشعبية الفلسطينية تعرضت لتأثيرات كثيرة في العقود السابقة بفعل قيام الفلسطينين ببناء أسواق تجارية خارجية، ومن بين هذه التأثيرات أن الزبائن أصبحوا يتوجهون لشراء احتياجاتهم من الأسواق الجديدة وذلك لأن الدخول للأسواق القديمة يتطلب توافر أماكن لوقوف المركبات والقدرة على التحرك بسهولة."
ويضيف "أن الأسواق الشعبية لا تزال تحتفظ ببعض رونقها، حيث أن الكثير من العائلات والأسر المتوسطة والفقيرة تفضل الشراء من الأسواق القديمة بدلاً من التوجه للأسواق الحديثة."
ويؤكد الدكتور نائل موسى أن الأسواق القديمة الفلسطينية ستحافظ على وجودها بالرغم من الأثر والأضرار التي تعرضت لها من منافسة الأسواق والأماكن الجديدة لها في العقود الجديدة.
ومن الجدير بالذكر أن سوق الخان التجاري تعرض خلال الإنتفاضتين الأولى والثانية للتدمير بفعل الإجتياحات الإسرائيلية ،وقد تم ترميمه بشكل يحافظ على أصالته وطرازه المعماري، وهو عبارة عن سوق طويل، محاله متلاصقة ويتميز بناؤه بأن أسقفه متعددة الأقواس يوجد في وسط كل قوس فتحة مربعة تعمل على إنارة الطريق للمارة من خلال أشعة الشمس المتسربة.
 

 

المزيد من الصور
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات
سوق نابلس الشرقي لا زال ينبض رغم الحداثة والتحديات
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017