بعد 3700 عام على وفاتها، عثر علماء على هيكل عظمي لامرأة من المصريين القدماء ماتت في حادثٍ أليم أثناء الولادة، وداخل أحشائها جنينها الذي لم يُولد. توفيت تلك المرأة على ما يبدو عندما كان عمرها 25 عاماً، وكانت في أسابيع الحمل الأخيرة. ويعتقد العلماء أنَّها ماتت بعد بداية الولادة.
دُفنت المرأة في مقبرة كان يستخدمها البدو المسافرون شمالاً إلى منطقة النوبة، في الفترة من 1750 ق.م حتى 1550 ق.م. ووجد الخبراء من جامعتي ييل وبولونيا البقايا في مشروع كوم أمبو الأثري بأسوان، على بعد حوالي 852 كيلومتراً من القاهرة.
أصيبت بكسر أدى إلى موتها أثناء الولادة
وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنَّ المقبرة كان يستخدمها المسافرون في الفترة الانتقالية الثانية بين 1750 ق.م و1550 ق.م.
ويقول الخبراء إنَّها كانت غالباً تعاني من كسرٍ لم يُعالَج بطريقة صحيحة، أدى إلى موتها على الأرجح.
كفنها من الجلد ومعها فخارتها وصندوق أحمر
كان هيكلها ملفوفاً في كفنٍ من الجلد، ومحاطاً ببعض الأعمال الفخارية، من بينها جرة مصرية قديمة متهالكة يبدو من مظهرها أنَّها استُخدمت كثيراً.
ودُفن معها صندوقٌ مصقول ملون بالأحمر والأسود، كان يُصنع في النوبة القديمة في هذا الوقت، وفق ما أشارت صحيفة The Daily Mail. ودُفنت معها أيضاً خرزات مصنوعة من بيضة نعام. وضع أفراد أسرتها هذه الأشياء معها لتكريم ذكراها.
وقبلها عُثر على ورشة لصناعة الفخار
واكتشف علماء الآثار في وقتٍ سابق من هذا الشهر، نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ورشةً لصناعة الفخار في كوم أمبو، يرجع تاريخها إلى 4500 عام. هذا الاكتشاف الذي يتضمن عجلةً صخرية لصناعة الفخار يقدم لمحةً عن الحياة اليومية منذ آلاف السنين. ويبدو أن الورشة بُنيت في فترة حكم الأسرة الرابعة (من 2613 إلى 2494 ق.م)، وهي الفترة ذاتها التي بُنيت فيها الأهرامات. وقال وزيري في التصريح: «إنَّه أحد الاكتشافات النادرة التي تلقي الضوء على الحياة اليومية والنشاطات الصناعية، وتطور الفن في مصر القديمة».
وقال إنَّها أوضحت «تطوير وتعديل» الأدوات في هذه الفترة، لأنَّ الناس «استجابوا لمتطلبات الحياة اليومية».
ومصر ترمم أخيراً أطول بردية في العالم
في السياق نفسه، أعلن وزيري أن المُرمِّمين المصريين نجحوا في ترميم أطول بردية في العالم، ويبلغ طولها 20 متراً تقريباً. وأضاف أن البردية عُثر عليها في «مقبرة يويا وتويا»، وهي تضم كتاب الموتى.
ظلَّت طوال سنوات في مخازن المتحف المصري، حتى نجح المرمِّمون في الشهور الأخيرة في ترميمها وعرضها للعالم.
نقلا عن : عربي بوست