الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مغارة الحليب.. أسطورة حليب العذراء
تاريخ النشر: الأربعاء 26/12/2018 19:33
مغارة الحليب.. أسطورة حليب العذراء
مغارة الحليب.. أسطورة حليب العذراء

كتبت تيماء حسونه

لا تقتصر الآثار الدينية والتاريخية والمعمارية الموجودة في فلسطين، وتحديدا في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، على المساجد والكنائس والبيوت القديمة فحسب، بل تمتد أيضا لتشمل المغارات التي شهدت العديد من الأحداث على مر العصور، ك"مغارة الحليب" التي تعد من المواقع المسيحية المقدسة في بيت لحم، إذ حازت هذه المغارة على قدسيتها بعدما لجأت إليها مريم العذراء مع طفلها يسوع، خوفا من قتله على يد جنود هيرودس .
وتقع المغارة في حارة العناترة من الجنوب الشرقي لمدينة بيت لحم، بجانب كنيسة المهد، ويشرف عليها الآن أباء فرانسيسكا، وتوجد في مدخلها لوحة مكتوبة عليها" بارك يا رب من تعبوا في بناء هذه الكنيسة وأعط الراحة لهم"، بني فوق المغارة في عام 2006، كنيسة أصبح يزورها الآلاف من المسيحين من داخل وخارج فلسطين.
ويطلق على المغارة أسماء أخرى مثل مغارة السيدة، ومغارة ستنا مريم، ولكن الأشهر مغارة الحليب وقد نالت هذه المغارة المحفورة من الجير الأبيض شهرة كبيرة عند زوار الأراضي المقدسة، ويعتقد أن اسمها أتخذ من أسطورة قديمة، لم يرد في الأناجيل ولكن يرتبط بالتقليد والإيمان بأمور لا ترى وكثيرا ما يروى السكان المحليون وزوار القدس عن معجزات حدثت بسبب هذا المسحوق الذي يمكن الحصول عليه بتمرير اليد على حجر المغارة أو شراؤه من الخورى.
وأخذت هذه المغارة اسمها من أنها كانت بيتا لمريم العذراء في إثناء مكوثها مع يسوع المسيح لمدة حوالي 40 يوما الذي تم خلاله ختان السيد المسيح وقبل تطهيرها وتقديم زوج يمام أو فرخى حمام للهيكل، وفي إثناء رضاعتها للمسيح الصغير سقطت بضع قطرات من حليبها على ارض المغارة وبمعجزة إلهية صبغت هذه النقطة من اللبن صخور المغارة باللون الأبيض فابيضت صخور المغارة جميعا.

ترابها الأبيض الجيري له قدرة على معالجة الأمراض المختلفة كثيرون من يأتون إليها يضعون صورهم وقصصهم داخل المغارة، ويزور المغارة بشكل دائم نساء مسلمات ومسيحيات يأخذن من تراب المغارة ويستخدمنه بعد أذبته في الماء الساخن وشربه، للشفاء من الإمراض وهو ما يفعله أيضا زوار الأراضي المقدسة، حيث يأتون من مختلف أنحاء العالم بعد إن يشفون من إمراضهم ليعودون إلى المغارة ليسجلوا قصصهم مصورة في ركن المغارة المتسعة.
يقول الكاهن متحفظا على اسمه "لموقع أصداء الإخباري " في هذا المكان حدثت العديد من القصص والعجائب المتعلقة بالشفاء من الأمراض، وهناك الكثير من دول العالم يأتون إليها طلبا من العذراء المساعدة في الشفاء، ومن ضمنها أمراض العقم، حيث سجلت قصصا كثيرا في هذا المجال وشهدت العديد من حالات الشفاء.
ويضيف بأن مغارة الحليب تشهد إقبالا يوميا من قبل المسيحين الذي يأتون من مختلف دول العالم، لإقامة الصلوات الدينية والذي يبلغ نسبتهم يوميا ما يقارب 2 مليون زائر، موضحا: " بأن الجير المكون للمغارة، ليس بالجير المطلق،لكنه شبيه بالحليب الذي يؤخذ من سقفها، له القدرة على الشفاء من العديد من الأمراض .
وتتكون مغارة الكنيسة الصغيرة من مغارتين طبيعيتين من الصخر الأبيض، أضيف إليها البنيان الحالي، ويوجد فيها هيكل في المغارة الرئيسة، وآخر في المغارة الصغيرة، وعند نزول الدرج يشاهد المرء منظرا للعائلة المقدسة أثناء الهروب إلى مصر، ويقال أنّ الأرض المحيطة بذلك المكان كانت جرنا أو بيدرا للقمح والشعير والعدس لأهالي بيت لحم، وقد أعطوها للآباء الفرنسيسكان مقابل تعليم أولادهم في مدرسة تراسنطا مجانا، أما البناء الحالي فيرجع تاريخه إلى عام 1872م، حيث عثر على بعض الآثار من عهد الفرنجة، وبعض الفسيفساء من العهد البيزنطي، ومكنت تبرعات من السكان المحليين من أحداث تغيرات على المغارة حيث قاموا ببناء الأقواس والزخارف على مدخل الكنيسة وتزين الدرجات التي ينزل منها إلى المغارة بالزخارف الصدفية، لكن كان أهم ما تم عمله بهذا الخصوص هو ما أنجزه فنانون محليون في القرن التاسع عشر من نقش صور لحكاية العذراء وطفلها على الحجارة ومثبتة على مدخل المغارة.
وجود مغارة الحليب في مدينة بيت لحم، يمثل حدثا تاريخي وديني مهم، يجب المحافظة عليه، أضافة إلى وجود الآثار كالمساجد التاريخية والكنائس الذي يعتبر جانب مشرق في تاريخ الديانة المسيحية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017