نشرت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الزبادي، الذي يعد من بين أكثر الأطعمة الصحية التي يجب استهلاكها؛ بفضل محتواه العالي من البكتيريا النافعة المفيدة للجراثيم المعوية. وقد أكد الخبراء من جامعة هارفارد وجامعة نافارا على خصائصه وكيفية تضمينه في النظام الغذائي الخاص بنا.
وقالت الصحيفة، إن دراسة الجراثيم المعوية كانت هذه السنة أحد أبرز المحاور الأساسية للبحث في مجال التغذية، إذ سلطت مختلف التحاليل والتجارب الضوء على أهميتها الكبيرة لصحة الجهاز الهضمي، ودورها في امتصاص المغذيات، والتحكم في الوزن. ونتيجة لذلك، عادت إلى الواجهة بعض الأطعمة مثل الزبادي، وذلك بفضل محتواها العالي من البكتيريا النافعة المفيدة للأمعاء.
وأوردت الصحيفة أن الخبراء أجمعوا على أن الحليب المخمر له خصائص غذائية ممتازة، لأنه يوفر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، مثل البروتين والكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين ب2 والأحماض الدهنية الأساسية للجسم. وتؤكد الخبيرة في جامعة هارفارد، تيريزا فونغ، أن أهمية الزبادي تكمن في احتوائها على البكتيريا التي تأتي من الحليب التي "توازن وتحافظ على المستوى المناسب للنبيت الجرثومي المعوي، ما يؤثر على صحة الأمعاء والعديد من الوظائف الأخرى للجهاز الهضمي".
ونقلت الصحيفة أن خبيرة هارفارد تؤكد أن "الاستفادة من كل هذه المنافع تستوجب اتباع نظام غذائي متوازن، وإذا كنت تستهلك أنواعا أخرى من الدهون سيفقد هذا الغذاء تأثيره الإيجابي. لذلك عليك مراقبة استهلاكك بصفة دائمة". ومن جهة أخرى، يؤكد خبير الأوبئة، ميغيل أنخيل مارتينيز غونزاليز، الذي أشرف على دراسة "استهلاك الزبادي ومخاطر زيادة الوزن"، على أن النتائج أظهرت أن استهلاك هذا المنتج يساعد على منع زيادة الوزن والبدانة.
وأوضح الخبير، أن "الزبادي تعد من بين الأطعمة المشبعة بفضل محتواها المهم من الدهون، ما يساعد على تجنب استهلاك بعض المنتجات الضارة مثل المعجنات الصناعية أو الأغذية المعالجة. كما يساعد الزبادي على الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي، ويلعب دورا بارزا في مقاومة الأنسولين، لكن ما زلنا في حاجة إلى مواصلة الأبحاث لمعرفة سبب ذلك".
وأبرزت الصحيفة أن توصيات الدكتورة فونغ تؤكد على ضرورة أن يكون الزبادي طبيعيا، أي دون سكريات مضافة، وهي أكثر النقاط الحساسة في هذه المعادلة. إلى جانب ذلك، هناك من يفضل تحلية الزبادي وإضافة السكر، ورغم أنه يمكن القيام بذلك، ولو بكميات قليلة، إلا أنه يستحسن تجنب هذه العادة".
ومن جهته، يشير الخبير ميغيل أنخيل بإيجاز إلا أنه "من الواضح أن استهلاك الزبادي دون سكر سيكون الخيار الصحي أكثر من غيره، لكن استنادا إلى البيانات المتوفرة لدينا بإمكاننا استهلاك الزبادي المحلاة باعتدال. وإذا اشترينا هذا المنتج بنكهات أو أي صنف كان، يجب أن تكون كميات السكر التي تحتوي عليها بين خمسة و10 غرامات لكل 100 غرام منه".
وأضافت الصحيفة أن الخبير ينتقد الصناعات التي تروج للمفاهيم والرسائل الخاطئة التي يتم نقلها في بعض الأحيان. وأورد أن "بعض الشركات استفادت من مفهوم المنتجات الخالية من السكر التي تم الإعلان عنها بشعارات مثل "صفر دهون"؛ لجعلها تبدو أكثر صحة في نظر المستهلكين. لكن الحقيقة عكس ما نعتقد، لأن هذه المنتجات تعوض نقص الدهون بإضافات مزيد من السكر".
وأبرزت الصحيفة أن استنتاجات الخبراء تبدو واضحة تمام الوضوح، حيث يجب مراقبة محتوى السكر طالما كانت الدهون غير ضارة. وعلى أي حال، يشدد الخبراء على مفهومين رئيسيين، أحدهما الاستبدال، أي تعويض الأطعمة التي يتم التخلي عنها بالزبادي، وثانيهما التوازن، فيما يخص كميات السكر والدهون التي نضيفها طوال اليوم.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة فونغ أن "الزبادي في البلدان الأنجلوسكسونية يتمتع بأهمية كبرى؛ لأنه
يحل محل الحلويات الضارة مثل تشيز كيك أو كعك البراوني. لكن في إسبانيا لا يمكننا التخلي عن عادات الحمية المتوسطية التي تتضمن الفاكهة".
وفي الختام، أضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن الجوانب الغذائية، يمكن استخدام الزبادي في عديد الأطباق، إذ يمكن مزجه ببعض المكونات الأخرى مثل المكسرات الغنية بالأوميغا 3، أو الثمار حمراء اللون التي تعد مضادة للأكسدة بامتياز.