شاهد مئات السائحين الأجانب والمصريين ومنهم أبناء مدينة الأقصر جنوبي مصر، مساء أمس الجمعة، عروض فردية وجماعية للعبة التحطيب المدرجة حديثا على القائمة العالمية "يونسكو" للتراث الثقافي غير المادي، في أكبر ساحات المدينة.
وشارك في العروض التي أقيمت بساحة "أبو الحجاج" لاعبون من محافظات قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا والأقصر يرتدون الجلباب المصري الشهير بمختلف ألوانه وأشكاله، في ليلة تقام مرة واحدة كل عام، في ختام المهرجان القومي للتحطيب.
وتنظم وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة الأقصر هذا المهرجان بهدف الحفاظ على لعبة التحطيب، التي لا يمارسها سوى المصريين، وكانت قد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2016.
وأقيمت الدورة التاسعة من المهرجان في الفترة من 24 إلى 28 كانون الأول/ ديسمبر.
وبدأ المشاركون في استعراض مهارة النزال غير العنيف بالعصا ضمن عرض كبير بعنوان "أفراح الصعيد"، وذلك على وقع أغان شعبية محلية، من عزف وغناء أبناء الجنوب، أي الصعيد المصري.
وقال رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصر الثقافة ورئيس المهرجان أحمد الشافعي، في الافتتاح "عرفنا التحطيب من الرسوم الموجودة على جداريات المعابد وبشكل خاص معبد الكرنك، وكان المصري القديم يستخدم التحطيب في التدريب على القتال، لكن لأن المصري بطبعه محب للحياة ومحب للفن فقد حول الرياضة إلى لعبة للزهو بالنفس والتعبير عن الشجاعة، هي اللعبة التي استلهمنا منها لاحقا رقصة العصا التي تعد أشهر رقصات الفنون الشعبية حاليا في مصر".
نقوش أثرية للعبة التحطيب القديمة (أ ب)
وأضاف الشافعي "اهتم أهل الصعيد في مصر بالتحطيب وأصبح طقسا أساسيا في مناسباتهم وأفراحهم لذلك وجدنا أنه من الضرورة إقامة مهرجان قومي يلتقي فيه ممارسو هذه اللعبة الرياضية ومحبوها لمشاركتها مع الأجانب الزائرين الذين قد لا يعرفون الكثير عن فنون وثقافة مصر".
وتابع "على مدى السنوات تطور المهرجان، ففي الدورة الأولى كانت هناك مسابقة وجوائز لذلك أخذ النزال طابعا عنيفا إلى حد وهو ما دعانا إلى إلغاء المسابقة والاكتفاء بالعروض الفنية بدون أي تلاحم بين اللاعبين، كما أخرجنا المهرجان من قصر الثقافة الذي كان يقام فيه إلى الساحة العامة حتى يتاح للجميع مشاهدته".
وأقيم مهرجان التحطيب على مدار خمسة أيام بساحة "أبو الحجاج" بدءا من العصر وحتى المساء، وهي الساحة الكبيرة التي تكتسب اسمها من مسجد أبو الحجاج الأقصري الشهير بمدينة الأقصر.
وقال الشافعي "الجديد في هذه الدورة أننا مزجنا بين لاعبي التحطيب ولاعبي العصا في فرق الفنون الشعبية حتى يتقن الفنانون أصول اللعبة من مشايخها وممارسيها الأصليين".
وتملك مصر العديد من الحرف والعادات المدرجة على قائمة "يونسكو" للتراث غير المادي فيما تستعد لتسجيل المزيد منها عام 2019 القادم.
نقلاً عن : عرب 48