غيداء الحج حسن: لم تكن الموهبة وليدة اللحظة، بل موجودة بداخلنا منذ طفولتنا، حتى لو اكتشفناها متأخرًا، فمن يمشي في طريق تحقيق الذات واثبات موهبته لا ينظر للعقبات في طريقه، لأنه يعلم أن طريق الأحلام ملبد بالصعوبات، ويعلم أننا نعيش في مسرح كبير اسمه الحياة، تحتم علينا مواجهتها بكل ما أوتينا من قوة وبكافة السبل.
ويعد المسرح طريقة لمسايرة الأحداث ومواكبة التغيرات والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في المجتمعات المختلفة، فمن خلال المسرحيات يمكن الوقوف على طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده، وكذلك مشاكله وقضاياه ومعالجتها وتقديم أبرز مقترحاتها لإحداث التغيير فيها.
ويعد مسرح "مسار" في مدينة أريحا، نموذجا ثقافيا معطاءً، يعالج قضايا مجتمعية بارزة، وأهمها الشبابية، وبالرغم من التحديات التي يواجهها المسرح يأبى أن يستسلم، ويبحث عن فرص وأفكار تنهض بهم وبالشباب العاملين.
في الثالث والعشرين من شهر آب العام الماضي، انطلق المسرح بتأسيس من الشاب مالك الغوج ابن "26" عامًا ، وشمل "11" عضوا تراوحت أعمارهم ما بين "13-35" عامًا.
ويتحدث الغوج عن بدايته في المسرح قائلا :" منذ صغري وأنا أحب المسرح والتمثيل، أخذت دورات تدريبة لمدة ثلاث سنوات في بلدية أريحا عن العمل المسرحي، وبعد ذلك قررت تأسيس مسرح يضم من هم ملهمين بالعمل المسرحي والفن، وجمعني الله بالأعضاء الحاليين".
وأضاف :" في بداية العمل واجهت عدة مشاكل وأولها معارضة الأهل على فكرة تأسيس المسرح باعتبارنا مجتمع شرقي يرفض فكرة الاختلاط ، لكن لم يقف ذلك عائقا أمامنا واستطعت اقناع أهلي، وفي كل مرة أنظم فيها عرض مسرحي ادعوهم لرؤية العمل والتعقيب عليه وأخذ الدعم منهم ".
وأبرز المشاكل التي تعرضنا لها، عدم ايجاد مكان للتدريب وعرض المسرحيات، فتوجهنا الى أمين سر منطقة أريحا سالم جلايطة، وسمح لنا بعرض المسرحيات في مسرح بلدية أريحا، وقدم أمين سر نادي هلال أريحا تسهيلاته لنا لاقامة التدريبات في النادي، وبالإضافة إلى ذلك واجهتنا مشكلة المماطلة بالترخيص ، فتوجهنا إلى مدير الأمانة العامة للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين سامر خميس وقدمت له أعمال المسرح فثمن جهودنا وأثنى علينا هذا العمل الهادف، و وقف بجانبا إلى أن تم الحصول على الترخيص بعد مرور أربعة أشهر، وكنا قد قدمنا ثلاثة عروض متتالية " بحسب الغوج"
من الصعوبات التي يعاني منها الفريق، صعوبة إيجاد تمويل لحجز مسرح وشراء بعض الحاجات التي تتعلق بأعمال التجهيز من ديكور وبعض المشتريات، ويعمل فيها "الغوج" على توفيرها من ماله الخاص.
و يأمل الغوج بأن تصل رسالة المسرح لجميع الفئات العمرية في مختلف المحافظات، وأن يكون لديه فروع في مختلف المحافظات الفلسطينية.
مسرح مسار كان بالنسبة للشاب وعد المحسيري "20" عامًا بداية لتطويرالذات فقد تمكن من إزاحة الخوف والخجل الذي كان يلازمه في التواصل مع الناس، بالرغم من أنه لم يكن يسمع بهذا الفن من قبل.
أما بالنسبة لشابة لسهير برغل "21"عامًا فكان المسرح هدفًا وحلمًا تسعى للوصول إليه، واكتسبت من خلال العروض المسرحية مهارة السيطرة على المشاعر والأعصاب في المسرح وفي الحياة أيضًا.